| 
 | 
النّاسُ أَحْلامٌ، وَبَوْنٌ شاسِعٌ  | 
 بَيْنَ الكِرامِ وَجَوْقَةِ الغَوْغاءِ | 
هذا ابْنُ حَمَّادي الأَشَمُّ، حُروفُهُ  | 
 بأَصَالَةٍ  تَهْمِي مِنَ العَلْياءِ" | 
وَفتَحْتُ أَبْوابي بِفَرْحَةِ حُرَّةٍ  | 
 عَافَتْ قُرُونَ الوَحْشَةِ الخَرْسَاءِ | 
أَهلاً أَخِي مَحْمُود، وَأْتَلَقَ الضُّحَى  | 
 وَأَتَى البَشِيرُ يُزَفُّ بِالأَضْواءِ | 
أَهْلاً بِمَنْ رَسَمَ البَدِيعَ  بِشِعْرِهِ  | 
 وَأَنَاخَ نُوقَ البَوْحِ لِلِشُعَراءِ | 
مَنْ فَاقَ مِنْ أَلَقٍ حُدُودَ زَمانِهِ  | 
 واجْتَازَ في الإبْدَاعِ كُلَّ سَناءِ | 
أَقْعى بِساحَتِهِ بنُ آوى مُذْعِناً  | 
 فَحُرُوفُهُ لِلِضَرْبَةَ السَلْكاءِ | 
في قَلْبِهِ سَكَنَ الحَيَارَى دَهْرَهُمْ  | 
 يَلْقَوْنَ أَمْنًا مِنْ صَدَى الأَهْوَاءِ | 
وَأَشَاعَ في أَرْجَاءِ واحَتِنًا الرِّضَى  | 
 وَبِهَا أَقَامَ بِرِفْعَةٍ وَوَلاءِ | 
فَعَلا عَلى قِمَمِ البَيَانِ قَصِيدُهُ  | 
 وَأَصَاخَ أهْلُ الشِّعْرِ لِلأَصْداءِ | 
لِينٌ وَفِكْرٌ وَاحْتِكَامٌ بَاهِرٌ  | 
 لِلْحِلْمِ قَبْلَ الحَزْمِ في البَأْسَاءِ | 
مَحْمود حَمَّادي ابنُ مَنْ بِفَضَائِلٍ  | 
 بَسَطُوا الأَكُفَّ بِمِنَّةٍ وَعَطَاءِ | 
نَسْلُ الكِرَامِ وَفِي الأَنَامِ يَمِينُهُ  | 
 مَبْسُوطَةٌ تُعْطِي بِكُلِّ سَخَاءِ | 
وَبِهِ أَطَلَّ الخَيْرُ فَجْرًا يَمَّحِي  | 
 بِنَقَائِهِ مُحْلَوْلِكُ  الظَّلْمَاءِ | 
مَحْمود مَن عَشِقَ الإِبَاءُ حَيَاءَهُ  | 
 وَمقامَهُ فِي رِفعَةِ الجَوْزَاءِ | 
مُتَعَفِّفٌ وَمُسَامِحٌ  وَمُهَادن  | 
 وَمُكَرَّمٌ فِي السَّادَةِ النُّجَبَاءِ | 
الشَّاعِرُ المرْمُوقُ سَيِّدُ حَرْفِهِ  | 
 وَالكَامِلُ الأخْلاقِ دُونَ رِيَاءِ | 
يَا أَرْحَمَ الإِخْوانِ إِنْ مَادَتْ بِنَا  | 
 سُفُنُ السِّنينِ بِلُجَّةِ الأَرْزَاءِ | 
خِلْتُ المَعَانِي قَاتِمَات وَالفَضَا  | 
 مُتَزَاحَمًا لِبَواطِشِ الأَدْوَاءِ | 
وَرَأَيْتُ أَبْوابِ الظَّلامِ مَهِيبَةً  | 
 وَبِظِلِّ أَبْوابِ السَّلامِ عَنَائِي | 
حَتَّى أتَيْتَ بِجَذْوَةِ الآمَالِ فِي  | 
 أَعْطَافِ فَضْلِكَ عَذْبَةِ الإِمْضَاءِ | 
شَذَراتُ حَرْفِي يَا أخِي تَزْهُو بِأَنْ  | 
 عَرَجَتْ لَكُمْ فِي القِمَّةِ الشَّمِّاء | 
فَاعْذُرْ تَلَعْثُمَها إذا انْكَفَأَتْ وَلمَ  | 
 تَنْهَضْ بِوَصْفٍ جَازَ كُلَّ ثَنَاءِ |