الشاعر الناقد المحترم..محمد الشحات محمد..
تحية وسلام..
أثمن عاليا مداخلتك القيمة التي صبّت في صميم الموضوع..
لقد ظلت /المؤسّسة الثّقافية الرّسمية/ في النّقد الأدبي/ الذي عرفه العرب كمصطلح فقط في ق04هجري..
فقط تروّج لتناول الجماليات الفنية ،وخضعت لرغبة السلطان في فرض أغراض "المدح والفخر والهجاء"..وهي أغراض وجّهها الإسلام لخدمة الأهداف الاجتماعية النبيلة بعيدا عن الذاتية التي عادت إليها مع بداية الحكم العضوض..عصر بني أمية ،وما تلاه من عصور..
وحملت ما حملت من عيوب ثقافية يعبر عنها عبد الله الغذّامي بـ :"الأنا المتعالية النافية للآخر"..والتي انعكست في الشعر على قيم الكذب والنفاق ..و..وأهملت الواقع والحقيقة ..
فنقلت اللغة من فاعليتها إلى الادّعاء الواهم..فصارت الذّات العربية ذات متشعرنة بالشّعر ..
وقد سبقه العلامة الجزائري:"مالك بن نبي"الذي تحدث عن الأفكار المخذولة ،والأفكار الميتة ،وفعلها في تخلف الأمة..ولكنه لم يشر إليه ..وكأنه لم يتعرف على مؤلفاته..
إن هذا النقد الثّقافي ظهر حديثا فقط سنة 1964 في جامعة بيرمنجهام البريطانية ..
هذه الجامعة التي يتناول مخبرها /الآن/معضلة إسلام المرأة البريطانية ،وكأنهم يبحثون عن حلول تدفع المرأة الغربية عن الإسلام..
وكان أول من تناوله :د.عبد الله الغذامي ،وبذل فيه جهودا مضنية ،وكشف بعض عيوب ثقافتنا التي انتهت بنا إلى التخلف بفعل ترسيخ المدح والفخر لصفات الأنانية ..حتى أنتجت "الطاغية" وما حكامنا اليوم الذين يقتلون شعوبهم إلا نسخ شعرية متوارثة..
وقد دعا الغذامي إلى :"موت النقد الأدبي"نهائيا..
لكنني في بحوثي لم أشاطره الرأي ..
بل اقتنعت أن النقد الأدبي منقوص من حيث دراسة :"الأنساق الثقافية "لذا ارتأيت أن نغير المصطلح فنقول:"النقد الأدبي الثقافي"في دراسة النصوص الأدبية فقط..لأن "النقد الثقافي"يتناول كل ما له علاقة بالتواصل البشري..نصوص أدبية ،وغير أدبية ،وصور مرئية ،ومسموعة ،حتى هذا الرقمي يدرس آثاره على المتلقي..
وقد أرلادت هنا أن أثبت بالدليل أن النقد الثقافي العربي له أصوله الإسلامية منذ عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
وكأننا انحرفنا ووقعنا ضحية "النقد الأدبي "الذي تجاوز جواهر المضامين ،وانعكاساتها الخطيرة على سلوكات المتلقي..
والحديث لاينتهي..
وقد أصبت في شروط الناقد التي قد أعرض موضوعا كاملا عنها..
شكرا على الاهتمام وعناء القراءة ..
بالغ تقديري..