اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة
السلام عليكما



" إذا ولي لولا مضمرٌ فحقه أن يكون ضمير رفع، نحو (لولا أنتم لكنا مؤمنين) وسمع قليلا (لولاى، ولولاك، ولولاه) خلافا للمبرد.

و قال سيبويه والجمهور: هي جارة للضمير مختصة به، كما اختصت حتى والكاف بالظاهر، ولا تتعلق لو لا بشيء، وموضع المجرور بها رفع بالابتداء، والخبر محذوف.

وقال الاخفش: الضمير مبتدأ، ولولا غير جارة، ولكنهم أنابوا الضمير المخفوض عن المرفوع، كما عكسوا، إذ قالوا (ما أنا كأنت، ولا أنت كأنا)

وقد أسلفنا أن النيابة إنما وقعت في الضمائر المنفصلة لشبهها في استقلالها بالاسماء الظاهرة، فإذا عطف عليه اسم ظاهر، نحو (لولاك وزيد) تعين رفعه، لانها لا تخفض الظاهر" .



مغني اللبيب- ابن هشام
و عليكم السلام و الرحمة و الإكرام
حياك الله و بياك أخي الحبيب و أستاذي البياسي
أوجزت في النقل فأغنيت
و جئت بالماء من ينبوعه
ما نقله ابن هشام على رأي الأخفش .. أراه الأقرب للإصابة و الأدعى للفهم
و أرى فيه على كثرة جهلي و قلة علمي قوة في الحجة و ثباتا في البينة
و هو قد يكون من القلائل الذين قالوا بهذا الرأي و جمعوا و وفقوا بين قول البصريين و الكوفيين
لكن .. يبقى عندي سؤال لا أجد له جوابا :
هل يأتي المبتدأ ضميرا متصلا ؟
و هو ما اعتدناه إلا اسما ظاهرا أو ضميرا منفصلا .. أو محذوفا وجوبا في بعض الحالات التي يتوجب فيها ذلك
و الحجة التي ذكرها الأخفش بقوله ( ما أنا كأنت ، و لا أنت كأنا )
و التي أفادت جواز نيابة ضمير الرفع عن ضمير الجر أو الاسم المجرور
و عليها استند في جواز نيابة ضمير الجر عن ضمير الرفع أو الاسم المرفوع في حالة الضمير المتصل بعد ( لولا )
لا أراها تطرقت لقضية جواز ورود المبتدأ ضميرا متصلا
لا أعلم .. رغم هذه الشائكة لا زلت أرى أن ما قاله الأخفش هو الأصوب

تبقى قضية أرى من اللزوم ذكرها :
لم ترد ( لولا ) متصلة بضمير متصل بعدها لا في كتاب الله الكريم و لا في أحاديث المصطفى عليه الصلاة و السلام
و هما كما نعلم ( أي الوحيين ) عماد اللغة العربية و أساس بنيانها و أسه
و كذلك في شعر السابقين من عرب الجاهلية و المخضرمين و أهل الصدارة في الإسلام فإنها لم ترد إلا قليلا
و قد يقول القائل : إن القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة ليست كل العربية .. و بعض الأساليب اللغوية لها من الفصاحة مكان لم ترد في الوحيين أبدا
هو مصيب في ما ذهب إليه .. و كل النحويين و اللغويين مجمعون على ذلك على حد علمي و معرفتي
لكن :
إذا كان الوحيان لم يأتيا بكل اللغة إجمالا و تفصيلا
أَ وَ ليس من المتفق عليه أنهما أفصح ما كان و ما يكون
حتى إن لم يرد فيهما كل شيء .. لكنهما جاءا بالأفصح أسلوبا و تركيبا و مبنى
و الله يقول في كتابه : ( إنا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )
و يقول عليه الصلاة و السلام : ( أيها الناس إنى قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لى اختصارا ) و لا يختلف اثنان على أنه صلى الله عليه و سلم أفصح العرب قاطبة
بناء عليه قد يكون من الأفصح عدم وصل الضمير بـعد ( لولا )
و الله أعلم


أعلم أني أطلت عليكم و ربما أكون قد أوجعت لكم الرؤوس و الأصداغ
فسامحونا و لكم عند الله الأجر و الثواب


أستاذي / محمد البياسي
أستاذي / هاشم الناشري
لكما كل المودتي أيها الكريمان
أظنكما كصاحبكما تحتاجان لكأس من الشاي .. و على حسابه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مع التحية