و عليكم السلام و الرحمة و الإكرام
حياك الله و بياك أخي الحبيب و أستاذي البياسي
أوجزت في النقل فأغنيت
و جئت بالماء من ينبوعه
ما نقله ابن هشام على رأي الأخفش .. أراه الأقرب للإصابة و الأدعى للفهم
و أرى فيه على كثرة جهلي و قلة علمي قوة في الحجة و ثباتا في البينة
و هو قد يكون من القلائل الذين قالوا بهذا الرأي و جمعوا و وفقوا بين قول البصريين و الكوفيين
لكن .. يبقى عندي سؤال لا أجد له جوابا :
هل يأتي المبتدأ ضميرا متصلا ؟
و هو ما اعتدناه إلا اسما ظاهرا أو ضميرا منفصلا .. أو محذوفا وجوبا في بعض الحالات التي يتوجب فيها ذلك
و الحجة التي ذكرها الأخفش بقوله ( ما أنا كأنت ، و لا أنت كأنا )
و التي أفادت جواز نيابة ضمير الرفع عن ضمير الجر أو الاسم المجرور
و عليها استند في جواز نيابة ضمير الجر عن ضمير الرفع أو الاسم المرفوع في حالة الضمير المتصل بعد ( لولا )
لا أراها تطرقت لقضية جواز ورود المبتدأ ضميرا متصلا
لا أعلم .. رغم هذه الشائكة لا زلت أرى أن ما قاله الأخفش هو الأصوب
تبقى قضية أرى من اللزوم ذكرها :
لم ترد ( لولا ) متصلة بضمير متصل بعدها لا في كتاب الله الكريم و لا في أحاديث المصطفى عليه الصلاة و السلام
و هما كما نعلم ( أي الوحيين ) عماد اللغة العربية و أساس بنيانها و أسه
و كذلك في شعر السابقين من عرب الجاهلية و المخضرمين و أهل الصدارة في الإسلام فإنها لم ترد إلا قليلا
و قد يقول القائل : إن القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة ليست كل العربية .. و بعض الأساليب اللغوية لها من الفصاحة مكان لم ترد في الوحيين أبدا
هو مصيب في ما ذهب إليه .. و كل النحويين و اللغويين مجمعون على ذلك على حد علمي و معرفتي
لكن :
إذا كان الوحيان لم يأتيا بكل اللغة إجمالا و تفصيلا
أَ وَ ليس من المتفق عليه أنهما أفصح ما كان و ما يكون
حتى إن لم يرد فيهما كل شيء .. لكنهما جاءا بالأفصح أسلوبا و تركيبا و مبنى
و الله يقول في كتابه : ( إنا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )
و يقول عليه الصلاة و السلام : ( أيها الناس إنى قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لى اختصارا ) و لا يختلف اثنان على أنه صلى الله عليه و سلم أفصح العرب قاطبة
بناء عليه قد يكون من الأفصح عدم وصل الضمير بـعد ( لولا )
و الله أعلم
أعلم أني أطلت عليكم و ربما أكون قد أوجعت لكم الرؤوس و الأصداغ
فسامحونا و لكم عند الله الأجر و الثواب
أستاذي / محمد البياسي
أستاذي / هاشم الناشري
لكما كل المودتي أيها الكريمان
أظنكما كصاحبكما تحتاجان لكأس من الشاي .. و على حسابه
مع التحية