محاورة




نظرتْ إليه مصلوبةً على الجدار..
نظرة انكسار و حسد ..
وهو جالس هناك في صدر المكتبة بكل هيبته ووقاره ..


الرزنامة
* :

لا تنتفخْ هكذا , فأنتَ لست سوى زينةٍ وضعوها لتجميل المكتبة و تحسينِ صورةِ المكان ..
و أنت لا تصلح أصلا لذلك بسبب ضخامتك و قدمك .. وهم لا يقتربون منك الا عند الضرورة فقط ..
أما أنا فرشيقة و جميلة , ولا بد لهم من أن يستطلعوني في كل صباح ..


الكتاب :

أنت مخطئة .. أنا لست زينة بل أنا ركن أساسي و لا يمكن الاستغناء عني في أي مكان يهتم بالعلوم و الاداب ..
و هم يرجعون إليّ للتزود بالعلم و الثقافة , و لعلمك فأنا كلما قدُمتُ ازدادت قيمتي .
أما أنت فيا حسرة عليكِ , تُنتزع منك في كل يوم ورقة , تُقرأ في لحظة ثم تُرمى في "سلة المهملات "..
وكلما قدُمتِ نقصتْ قيمتُك .

بعد سنة..
لم يكن قد تبقى من " الرزنامة " سوى ورقة واحدة ..
انتزعها صاحب المكان
قرأها بسرعة , ثم حملها هي و جذعها و ألقاهما في سلة المهملات ..
ووضع مكانها " رزنامة "جديدة ..
وبقي الكتاب في مكانه رابضاً مثل الاسد في عرينه .



.................................................. .............



الممثلون * حسب الظهور :

التفعيلة : بدور الرزنامة
الشِّعر
: بدور الكتاب .



( الرزنامة : فارسية تعني التقويم , الممثل : اصطلاحا , معلوم )