يا أمّي

يقولُ ليَ الطبيبُ غداً ستُشفى
و كيـف أصِـحُّ إلّا أنْ أراكِ
فقدْ باريتُ هماً لا يُبارى
فها قلبي العشيةَ كالشباكِ
و لستُ بخائفٍ أني سأقضي
و أني سوف تبكيني البواكي
و لكني إذا لاقيتُ ربّي
سيسألني هنالك عن رضاكِ
فمَنْ لي ثَمَّ في ذنبي شفيعٌ
و قد كسّرتُ مِنْ نزقي عصاكِ
حنانَكِ أن شكوتُ إليكِ وجداً
و لمْ أكُ قبلُ مِنْ وجدٍ بشاكِ
عساكِ و قد ندمتُ على عقوقي
رددتِ البابَ أنْ أشقى عسـاكِ
و قلبُكِ لا أظنُّ عليَّ يقسـو
و لا في العتْمِ يهجرني سناكِ
وصيةَ ذي الجلالِ سَلِي تُطاعي
و هلْ ليْ الدهرَ في الدنيا سواكِ
لك المحرابُ من قلبي و عيني
وهذي الروحُ أبذلها فـداكِ
ألا كلّا و ربِّكِ لا أبالي
إذا ربتت على كتفي يداكِ
جفاني الناسُ أمْ وصلوا و برّوا
فما نفعي و لا ضرري بــذاكِ
فان ترضَيْ فقد مُلِّكْتُ مُلْكاً
و كان العرش يا أمـّي دُعاكِ
و إلّا كان صبحي لونَ ليلي
و ليلي لونَ موتي أو هلاكي




محمد البياسي
1993