شِكَايَة


أُوَارٌ فَـاجِـرٌ يُصْـمِـي فُـــؤَادِي
وَ لَيـلٌ كَالعَوِيـلِ عَلَـى رُقَـادِي
وَ دُنيَـاً مِــن دَنَــاءَاتِ البَـرَايَـا
تَخَطَّفَـتِ البَقَـايَـا مِــن مِــدَادِي
وَ فَـجْـرٌ نَـائِــمٌ دُونَ انْـقِـطَـاعٍ
بِأَحضَـانِ الرَّذِيلَـةِ فِـي بِـلَادِي
تَسَمَّـرَتِ الفَضِيلَـةُ يَـا صِحَابِي
بِشَوكِ الدَّربِ إِذ نَادَى المُنَادِي
وَ بَـاعَـتْ أُمَّـتِـي أَيَّــامَ عِــزِّي
بِبَخْـسٍ مِـن لُعَـاعَـاتِ الـوِهَـادِ
فَمَـا شَهـمٌ يُنَـادِي أَيــنَ إِرثِــي
وَ لَا كَفٌّ تَـدُوسُ عَلَـى الزِّنَـادِ
وَ لَا مَنْ بَـاتَ يَحْكُمُنَـا تَسَامَـى
عَلَـى ذُلٍّ يُـرَاقُ عَـلَـى العِـبَـادِ
تَطَـاوَلَ عِـلْـجُ أَمْرِيـكَـا عَلَيـنَـا
وَ جَـاهَـرَ بِالـعَـدَاءِ بِـكُـلِّ نَــادِ
وَ سَاقَ كِلَابَـهُ مِـنْ كُـلِّ حَـدْبٍ
قَوَافِـلَ خِـسَّـةٍ مِــنْ دُونِ حَــادِ
يَهُـدُّ صُـرُوحَ شِرْعَتِنَـا بِعُـهْـرٍ
وَ يَرْمِـيـهَـا بِـنِـيـرَانِ الـفَـسَـادِ
بِـظَــنٍّ مِـنْــهُ أَنَّــــا كَالـبَـغَـايَـا
تُسَاقُ إِلَـى الفِـرَاشِ بِـلَا عِنَـادِ
وَ أَنَّا رِيشَةٌ فِي وَسْـطِ عَصْـفٍ
تَقَـاذَفُـهَـا الـرِّيَــاحُ بِــكُــلِّ وَادِ
وَ أَنَّ " مُحَمَّدَاً " قَدْ مَـاتَ فِينَـا
وَ ضَاعَ الدِّينُ فِي بَحْرِ السَّوَادِ
فَــلَا وَ اللهِ مَــا حَــقٌّ أَصَـابَـتْ
خَـيَـالَاتُ البُـغَـاةِ ذَوِيْ العِنَـادِ
وَ مَـا عَلِمُـوا بِـأَنَّ البَـدْرَ طَـاغٍ
عَلَـى لَيـْلِ المَهَـانَـةِ وَ السُّـهَـادِ
يُـدَغْـدِغُ نُــورُهُ أَسْـيَـافَ غُــرٍّ
مَيَـامِـيـنِ المـَـطَـايَـا وَ الـجِـيَـادِ
إِلَــى فِــرْدَوْسِ رَبِّـهِـمُ تَـنَـادَوا
وَ سَارُوا رُغْمَ إِحْرَاقِ الرَّمَـادِ