فتاوى معاصرة

وقفت أمام المفتي الكبير لتتأكد مما قيل :
ألبس سيدي, قطعة ذهب منقوش عليها نابوليون .......و أفتوني أنه لا يجوز؟
يستحضر المفتي الأول:
هل تحمل معك ورقة نقود؟ (بلد المفتي) نعم..... أنظر ماذا رسم عليها........................
أليس نابوليون أفضل من الحيوانات بحكم شريعة السماء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إذا كان القياس هو أحد أدلة الأحكام المتأخرة في الترتيب والمتنازع على حجيتها ،
فقد جاء هذا القياس هنا ( إلحاق النقش على المعدن اختيارا ، بالرسم على العملة اجبارا ) على نحو سينمائي باقتدار..!
أما من حيث كونه يصلح كأحد أدوات الشريعة في تقرير الأحكام بحذر واحتراز ، فهو هنا قياس خاطيء غير مستوف لأركانه (1).. بل تالف من وجوه ليس هاهنا المقام لبسطها ..
وأقل ما يقال فيه انه لا يصلح ( لفساد الاعتبار )..(2)
بل لا أصل مقيس عليه ، والطرفان من الفروع ، والأدلة المعتبرة تتضافر لتدحضه ..ولا يقول به من اشتَمّ روائح العلم وميّز بين الحقيقة والحلم ، فضلا عن مفتٍ (كبير)
وما هكذا تورد الإبل...
غالب الظن أن( المفتي الكبير ) هذا قد تم تصنيعه يدويا في مخيلة الكاتبة الكريمة ليؤدي دورا مرسوما له بعناية

نابليون الذي أعرفه هو الذي أهلك الحرث والنسل ، وطمس معالم الاسلام ، وتسمرت على ايدي حملته المشؤومه أبواب الأزهر الشريف ، منارة العلم ومهوى أفئدة العلماء ، وقتل وعذب العلماء والمصريين البسطاء ، وأذاق أجدادنا ويلات وكرس لفساد عريض لم يزل رذاذه يتناثر على ملابسنا منذ 1897 وحتى الآن ...
وأما كونه - خلقةً - افضل من الحيوانات فذلك كائن ولا شك ، لأن الآدمي مكرّم ، كافرا كان أو مسلما بعموم القول في الآية الكريمة
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (الاسرا :70) (3)
وأما من جهة فائدته في الحياة الدنيا فهو مجرم محارب معاد لله ولرسوله نصراني متعصب كافر لا شك (4), ومن هذه الجهة ؛ فالأنعام أفضل منه رتبة إذ تنكب الصراط واتبع غير سبيل المؤمنين ، وعاث في الأرض فسادا عريضا وإن حسبته الدولة الفرنسية نصرا مظفرا ، فكل نصر لطرفٍ تقاببله هزيمة للطرف الأخر .. ونحن بتخلفنا كثيرا ما نجيء بوصف (الطرف الآخر) وإلى الله المشتكى ..بل ونرفع ذكر من أذاقنا الويلات وحارب عقيدتنا ونال من ديننا على نحو لا ينكره الا من أبى أن يبصر ...

أخشى على أختى الكريمة أن ينالها مما قالته بأس كبير ....
وايم الله لا يهمني إلا أن تكون قدمك في موضع لا تنالك فيه شوكة ، حدبا عليك أخوّة لك ،
فنحن نضن بك ان تنصري من يعادوننا وترفعي ذكر من حاربونا وتشربيهم من كؤوس فنك القصصي الجميل شهدا ؛ وهم مَن أترعونا المداء والأشلاء ..

أسجل اعجابي ببراعة القالب القصصي هنا وأعتذر كثيرا عن قبول المحتوى .. ديني يمنعني ..
شكرا لك أختي الكريمة زليخة ،
وتقلبي من أخيك كل الدعوات بالخير ...
واعلمي - أعزك الله وباركك - أن من خوّفك حتى يدركك الأمن ، خير ممن أمّنك حتى يدركك الخوف ... والبصير من أدرك

كوني بخير ولا تغضبي من أخيك ..

-

-----------------
(1)أركان القياس أربعة: الأصل، والفرع، والعلة والحكم ، ولكل ركن شروط لا يصلح الا بها
(2) فساد الاعتبار هو اعتبار القياس مع دليل أقوى منه كالنص والإجماع
(3) والتكريم هنا بما شرف الله به جنس الآدمي بأمور من بينها العقل .. يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :"يخبر تعالى عن تشريفه لبني آدم، وتكريمه إياهم، في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كما قال: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} [التين: 4] أي: يمشي قائما منتصبا على رجليه، ويأكل بيديه -وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه -وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا، يفقه بذلك كله وينتفع به، ويفرق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدنيوية والدينية.(5/97)
(4) وأما أدلة كفرهم فهو مبثوثة في نصوص القرآن والسنة على نحو لا لبس فيه
يذكر المؤرخون ان نابليون عند قدومه للاستيلاء على القطر المصري جلب معه سفينة مملؤة بالبغايا الفاتنات ، فلما سألوه في ذلك قال إن هؤلاء يفعلن بالأمة المحمدية مالا يفعله ألف مدفع ..