نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



لا تتحدثي في الحب...
أرجوكِ يا سيدتي...
لا تتحدثي في الحب
لا تدخلي المنطقةَ المحظورةَ بين التَّراقي والقلب
فكما الحياة في الحب؛
فالموت في الحب
فلا تتورطي في القتلِ بلا سبب
لا تشعلي عودَ ثقابٍ،
إذ لم تذوقي حُرقة اللهب
لا تبحري إلى المجهول
دون أن تعلمي المنقلب
فالحب يا سيدتي؛
أخطر من أن ندخله للتجربةِ أو التسليةِ أو التلبيةِ
لصوتِ فضول
وأخطر من أن نقتحمه بالأوراقِ وبالأقلامِ
وبالمفروضِ وبالمعقول
الحب؛ يا سيدتي؛
شرعُ اللامعقول
وكتابُ اللامعقول
وبلادُ اللامعقول
والحب يا سيدتي - إذا بزغ -
ما له أُفول
فلماذا تتورطين في مغامرة أبدية؟
ولماذا توقعين عقداً كاثوليكياً
ولديكِ عقودٌ عرفية؟
ولماذا تتحدثين في الحب
وأنتِ لم تعرفيه
أو تنزفيه دماً
فوق الأبجدية؟

* * * * *

لا تتحدثي في الحب...
أرجوكِ يا سيدتي...
لا تتحدثي في الحب
فأنتِ يا سيدتي؛ كما أرى؛
لديكِ اهتماماتك
وأنتِ يا سيدتي ؛ كما أرى؛
لديكِ هواياتك
وأنتِ يا سيدتي ؛ كما أرى؛
لديكِ ضروراتك
ولديكِ الكثير من غاياتك
والكثير الكثير لأجل ذاتك
وأنتِ يا سيدتي
مشطورة بين الرسائل والوسائل
ولقاءاتك
فلماذا تضيعين في الحب أوقاتك؟
أو تخسرين؛ لأجل الحب؛ علاقاتك؟
ولماذا تتحدثين في الحب
إذ يقف وحيداً
في الصف الأخير من رغباتك؟

* * * * *

لا تتحدثي في الحب...
أرجوكِ يا سيدتي...
لا تتحدثي في الحب
فأنتِ يا سيدتي؛ كما أرى؛
تملكين إماراتٍ وممالك
وأنتِ تشيدين من الطموحِ قصوراً
وتشغلين من الأحلامِ سبائك
وأنتِ تصنعين المعجزاتِ
بإشارة من طرف شالك
ولأجلك تنشقُ السماءُ
وتُمدُ الأرضُ
ويساقطُ السحابُ نيازك
ويُرفع باسمك الأذان
وتُقرع الأجراس
ويؤّمن الآلاف خلف صلاتك
وأنتِ يا سيدتي؛ كما أرى؛
لديكِ من الخدمِ ألوف
ومن العبيدِ ألوف
ومن الشعراء ألوف
ومن العشاقِ ألوف
وعلى الأبوابِ...
ألوفٌ من رجالاتك
وأنتِ يا سيدتي
لديكِ من يُسّبح باسمك دون مقابل
ويمجدكِ في السماء دون مقابل
ويكتب فيكِ الشعرَ دون مقابل
ويهب لكِ ما تشائين دون مقابل
فلماذا تدفعين في الحب مقابل؟
ولماذا؛ لأجل الحب؛
تبيعين حرياتك؟
ولماذا تنشغلين بتفاهات الحب
عن المهم من غاياتك؟
ولماذا تتورطين في حماقات الحب
ولديكِ من تحييه مرضاتك
ولماذا تتحدثين عن الحب
إذا يُذبح في اليوم ألف مرةٍ
على عتباتك؟

* * * * *


لا تتحدثي في الحب...
أرجوكِ يا سيدتي...
لا تتحدثي في الحب
مبتورة؛
كل كلماتك في الحب
مغلوطةٌ؛
كل نظرياتك في الحب
فليس في الحبِ نظرٌ
أو نظرياتٌ ومذاهب
فالحب - يا سيدتي-
ليس فأر تجارب
أو آنيةً فوق الرَّفِّ
أو حليةً من درر الكواكب
الحب – يا سيدتي-
ليس هوايةً في أوقات الفراغ
أو لُعبةً للترفيه
أو نزهةً في المغارب
الحب - يا سيدتي- إلهٌ...
هل تعرفين إلهاً يبيتُ الليل في الخرائب؟!
أو تعرفين إلهاً يرتمي على أرصفة الانتظار
حتى العباد يقضون المآرب؟
أو تعرفين إلهاً يشحذ الصلاة من العباد؛
أو يقارب؟!
هل تعرفين إلهاً ينفق الأيام في التحزير والتخمين؟
ويسأل الفنجان إن كان العباد يدعونه اليوم
أم يدعون آلهةً آخرين؟
هل تعرفين إلهاً يقبل التهميش والتشطير؟
ويرضى بما يقرره العباد من ألوهيةٍ
أو غيابٍ أو حضور؟
فلماذا تصرين على دخول التاريخ من بوابة الحب؟
ولماذا تصرين على تسجيل حضورٍ في دفاتر الحب؟
ولماذا تصرين على الحديث في الحب؟
ولماذا تزعمين أنكِ أحببتني...
وأنتِ لم تعرفي الحب
لم تعرفي الحب

* * * * *



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي