صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: سأضحك ملء الحزن //روايتي الجديدة

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي سأضحك ملء الحزن //روايتي الجديدة

    بسم الله الرحمن الرحيم





    سأضحك ملء الحزن



    المقدمة :


    ليت أن القلم سباته في تواصل مع أناملي , وليت أني أضحك على غفوة منه في كل توسد لفكرة حتى يرتاح .
    وليت أني خلف السطور أختبيء حتى لا يراني حزني المسفوك على طرقات أيامي .
    وليت وليت ..
    أني أولد ألف مرة قبل أن أرى بكائي ضحكاً وضحكي بكاء .
    فقد عشت
    لأضحك ملء الحزن
    على شبه حياة ..
    .




    صباح الضامن
    7/2/2006 م
    الموافق 8 محرم /1427ه


    إهداء

    إلى حامل القلم
    و إلى من يتنفس أثير الكلام فيغدو عليه السحاب فينديه فيطل طللاً
    وإلى كل من يحسو من ماء الكلم ويخاف نضوباً .
    إلى الذي يضحك ملء الحزن على حروف تخنق ..
    ويحزن ملء الضحك على غلالات شرنقية النسيج بأيد تمسك المبضع للحرف فتذبحه فلا يخرج فراشاً مبثوثا .
    إليهم ........
    بعضاً من ضحكات .........بملء الحزن .

    إلى كل الأدباء .......... مع التحية

    --------------------------------------------------------------------------------------------------

    صباح الضامن
    أخيتي : من تريد حفظ كتاب الله فسأعينك فقط راسليني على الخاص

  2. #2
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    وإهداء خاص جدا
    إلى التقية النقية
    صنو الروح الغالية

    إلى الحبيبة التي تربطني بها أواصر لا تنفك بإذن الله


    إلى أحب الشاعرات لي
    وأحب الأخوات


    إلى


    زاهية الزهية



    رفيقة النضال
    زهية المقال
    شريكتي في سيف واحد نتبادله لما يثار غبار الباطل فتارة أكتبه نثرا وتارة يبرق عندها شعرا
    ليقول هنا
    وعلى ثغر من الثغور
    زاهيــــــــ صبــــــــــــــــــا ح ــــــــــة
    تقفان
    معا

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــم




    سأضحك ملء الحزن

    صباح ينذر بمطر شديد أو ثلج كثيف بالرغم من ممارسة الشمس لعبة الاختفاء والظهور مع عيون أهل البلدة الكبيرة المليئة بكل التناقضات . و الجو في هذا اليوم يشك في ثباته , فها هي الشمس تطل تارة لتقنع ذوي الأعمال الحرة أن اسعوا بلا خوف من تبلل بضاعتكم الرخيصة . وتغريهم بتخطي حاجز التوجس لتضحك عليهم باختفاء وراء جيش قاس من سهام الريح النافذة إلى مخ عظمهم حاملة تلك الريح بهبوبها غطاء سماوياً كثيف الاسوداد . فيرتدوا متوجسين تعزز خوفهم غيمة سوداء تكشر عن نابها الأسود لتبدي قليلا من خداع شمس فيضيع توازن التوقع بيوم ماطر .
    تلك هي بلدة يحيى العمر ..تقبع منسية في أطراف تاريخ وجغرافيا الوطن المليء بركامات الفقر والثراء . تراك تبصر بعين الحب اخضرار واحاتها الفتية فتهفو النفس لامتداد فكر يشبع من خيرها لتصدمك بأكوام القمامة حول برميل البلدية ( برميل النظافة ) .
    تسير عالي الرأس تنظر لشموخ أبنيتها البنكية التجارية حتى تخال انك بطولها الممشوق المتلأليء مساحات في قلبك المحب لوطنك . فما أن ترخي أعنة جيادك الجامحة حباً لها حتى ترمد من مشهد متسولة عجوز ترتجف برداً من برودة زجاج الشواهق .
    تلك هي بلدة يحيى العمر .. وفي زاوية محشورة غربها بيته الصغير بعمارة قديمة من إسكانات الدولة الكبيرة . بيت لا تشرق عليه شمس ولا تغزوه ريح دفيئة شرقية فهو القابع غرباً فكيف يشرق وتشرق .
    وهو ككل من حوله يمارس لعبة التردد في الخروج اليوم فما يمنعه ليس ذاك المطر المتواري يتصيد المغامرين , ولا ذاك الثلج الذي يقف على قمة جبال البلدة ينتظر أول ضحية فينقض عليها . بل ذاك الحذاء..!!
    نعم إنه الحذاء البالي الذي بات يحكي خطايا إسفلت البلدة الخشن وحجارة الجبل الغربي لما كان يحيى يتساقط من عليه . هو وكل ما سمحت له رجله من حمل لصغير الحجارة يدكها نزولاً سريعاً سريعاً ليلحق بحافلة العمل .
    ذاك ما كان يؤرق يحيى ويحجمه عن المضي لعمله .... هز رأسه بتبلد اللامبالاة , وتأبط ملفه الأخضر القديم مصفراً في زواياه كورقة في أول الخريف, وتوكل على الله ليخرج رافعاً ياقة معطفه الجلدي القديم لأذنيه وما أن هم بالخروج ............... حتى سمع رعداً .



    (2)
    قصف .......وجلبة عالية ........ يا إلهي ابتدأ الجو بالسوء .
    عاد يحيى لنافذة الصالة ليزيح ستارتها القديمة المهترئة فينظر , وعجباً!!
    لا مطر !! حقا لا يرى الشمس ولكن ....لا مطر , أرعد دون مطر ؟! ربما يحصل هذا
    زوى شفتيه واستدار ليخرج .
    صوت الجلبة يخف قليلا ثم يعود قريباً منه , يبدو أنه قد توهم , لا..لا يمكن أن يكون واهماً فقد سمع صوتاً رهيباً كأنه الرعد .
    هز رأسه فلا وقت فالحافلة على وشك الوصول , وإذا لم يلحقها فلن يسعفه حذاؤه البالي في الوصول إلى الدائرة إلا متأخراً .
    آآه ويل قلبك يا يحيى من عبارات رئيسك الفاتنة أقل عبارة:-
    - تحت الخط الأحمر يحيى ...تحت الخط الأحمر تُوقع متأأأأأأأأأأأأأأأأخر !!!!!
    وسارع حتى لا يسمع صوت صفير الرئيس الصحراوي ولكن الصوت لا زال يقرع
    في طبلة أذنيه .
    ويقترب ويقترب ليقفز من هوله :-
    - ويحك يحيى أما زلت هنا !!!!
    آه ! ما أغباك يا يحيى ألم تتعود على رعودها بعد ؟ لو أن القلم بيدك الآن لوصفت حالتها بقطعة نثرية تهز رواق النادي ,
    وسيضحك الجميع ........ليتخدر يحيى من كلمات الإعجاب من رفاقه :-
    - رائع يحيى ...رائع ...كم تتقن رسم القذائف الكلامية في وجه زوجتك الورقي حتى يخيل أننا نرى ألوان الضربات كمساحيق من نوع غال الثمن لاتزول بسرعة .
    ويبتسم يحيى للفكرة لتستيقظ ابتسامته على صوتها الرعدي , أجش هذه المرة من شدة الصراخ :-
    - لم لا زلت هنا يحيى ؟؟؟ وما يهمك أنت ...ما يهمك لو خصموا عليك أنا من سيحتمل الخسارة أنا وأولادك
    مايهمك أنت يا ........ وانطلقت كأنها إعصار
    آخر ما سمعه يحيى كان :
    - شتاء قاس ..مدفأة باردة .. ثلاجة بلا طعام ..وجوه أولادك الصفراء كأوراقك الأدبية يا
    يا ....... يا يحيى خذ ورقك , خذ ملفك وسارع خطوك فالرعد فوقك وخلفك
    سيحتمل حذاؤك هذه المرة سيحتمل
    رغم أنفه .......
    وينطلق يحيى نزولاً والقلب يسارع الدق مع أول طرقات المطر على معطفه الجلدي البالي ويضمه باحثاً عن دفء رحيم .
    وتبدأ سيول الماء مع حصيات صغيرة تتعاون لا توقف مدها على قدميه الغارقتين بوحل دنياه ......ويختفي في آخر مقعد في الحافلة ليراقب المطر في داخله منساباً ببرودة حياة ,وينظر إلى ملفه الأخضر المحمي داخل معطفه الجلدي
    - أنت أحسن حظاً مني أيها الملف
    ويغمض عينيه يكتب في الهواء ما سيأتي ..



    (3)
    عند بوابة الدائرة الكبيرة وزرافات الموظفين الكادحين تتكتل أمام بائع الكعك ورائحة المطر والطين تبتلع أية رائحة , سارع يحيى حتى لا يكون تحت الخط الأحمر.
    وتوحد مع مقعده الصغير على مكتبه الأصغر .
    كان تلاحق المعاملات يقتحم سكون نفسه الخارجية بعبارات التشكي للروتين فتشوش ذهنه .
    في كل مرة يقدم يحيى إلى مكتبه ويبدأ العمل يكون بجواره ملفه الأخضر بزواياه الصفراء
    يخضع خاطراته فيه لتكون أسيرته فلا تفر مع صفير وزفير من حوله , ويدلي بإبداعه فذاك زاده .
    ابتسم بمرارة لرائحة الكعك في الغرفة وللمتحلقين حول صحن الفول والحمص والبصل والفجل .وابتسم ثانية لمن أشار له بمشاركة الغزو فالمواد الإستهلاكية باتت تئن من الفقدان .
    ورفض والخوف داخله من أن يعتبروه كالعادة خارج سربهم الغنائي ذي الأصوات غير المتناغمة من مضغ وقصف لصحون وشفط لأكواب الشاي المحمرة جنوناً.
    آآآآآآآه حتى ممارسات كهذه في نفسه غير متزنة .
    مابالك تبتسم لهم وداخلك كأنه قبر تحفره وتحفره ترمي به نفايات كهذه !!!
    يقتحمون خلوتك المشمسة بإشراقات بهذه الرائحة التي تزكم أنف قلمك فيسعل على الورق متأثراً فلا يأت إلا بسخرية . وحتى بسمتك لهم صفراء تسعل ممروضة .
    وكيف لاندفاقاتك أن تحيى هنا يا يحيى ؟؟ وكيف تبدع خطاب المشاعر الملونة طيفاً ورأسك مندس بينهم لترى انتهاء معمعة المضغ والضحك السخيف ؟؟
    ومن بعيد هناك ..كان المراجعون من كل حدب ينسلون ينفضون رشات المطر من على معاطفهم على سلم الدائرة , فتخرج القطرات على أوراق ثمينة من أيام مراجعات مضنية
    ويصيح من معاناتهم داخلاً ..داخلاً لا يخرج منك صوت واحد ...إياك ....حتى لا تعتبر محرضا ًعلى خمودهم . فاصمت في ورقك واصمت في خلوتك ,
    ولا تنس وأنت تدفن ما ترى أن تكفنه جيدا ً,
    ثم ابتسم فقد نجحت نجاحاً باهراً أن تكون كذاك الثلج المساقط علواً وعجباً أنت تساقط وأنت أسفل فكيف تقارن بمن يهطل من عل ٍ!
    ادفن يحيى رأسك الكبير المثقل فكراً على ورقك فهناك الملاذ , ولا تكتب إلا حلماً مخدراً من وراء زجاج رؤيتك حتى لا يكون إلا ضبابيا لا يفهم .
    واسترئف النسيم يحيى ... استرئفه وخذه في قلبك المتعلق بجمال عنقائي , وأعلن عنه في حروفك تأتي متهادية تقبل الورق الماثل في قلب قرائك فتغفو أمراضهم لحيظات المعانقة
    وتولد لك من كل رحم مؤنسة قبلة وليدة تعشق النوم والسكوت .
    فتتخدر فتنسى
    أنك يحيى العمر
    الموظف المطحون.. دنياك ورق وطعامك ليس ورقاً ..




    يتبع

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية زاهية
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,356
    المواضيع : 575
    الردود : 10356
    المعدل اليومي : 1.32

    افتراضي

    ياااه كم أنت رائعة صنو الروح إهداءً قصَّةً وأدباً..يحق لزاهية أن تفخربك وستفخر مابقي لها من العمر ويوم القيامة ترجو أن تكونا على سررٍ متقابلين إخوة في الله.
    شدَّتني القصة من أولها وياليحيى وما سيقدمه لنا من أحداث تنغص حياة البسطاء
    فيضحكون بحزن ويحزنون بضحك هذه معادلة قد نجد لها مسوغاً حقيقياً في هذا العمل الذي يبدو رائعاً من بدايته
    لاتتأخري فقد شبكتني القصة
    أختك
    بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 60
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    سأتابعك أيتها الفاضلة بشغف من أحب قلمك وفكرك ، وستجدين لك قارئا متذوقا يقف عند حدود إبداعك ، فهل تقبلين بي ذلك القارئ؟؟
    دومي نقية أختي الفاضلة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    لكم تحيتي
    وأتمنى أن لا أكون قد أزعجت الواحة بقليل من مشاغبات قلمي فهو لكم ولكل من أراد أن يتفيأ ظلال واحتكم

  8. #8
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 248
    المواضيع : 47
    الردود : 248
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    [grade="00008B FF6347 008000 FF4500 0000FF"]

    4-

    ساعات العمل المملة كان يقطعها بعض الحادثات الصغيرة .
    كل ما كان يتمناه يحيى ألا يناقشوه في الأدب .
    ثلاثة من رفاقه في الغرفة يعرفون عن الأدب كمعرفتهم عن سعر السكر والأرز في الجمعية التعاونية وعن ستار أكاديمي وآخر أغنيات السوق الهابطة .
    إلا رجا ..
    زميله الذي نقل من الدائرة لمشادة بينه وبين الرئيس المغيب عن كل تقدم فكري .
    رجا المشاغب المتألق لا يعجب يحيى كثرة صراخه ومشاغبته ولكنه يشتاق لجلساته . وعلت سحابة وجهه لما استدعى آخر حوار بينهما قبل يومين :-
    - أنت كضفدع الماء يا رجا .
    - ولم كالضفدع ؟
    - أرى الضفدع المائي لا فائدة ترجى منه يكثر من النقيق ولا يفيد أحداً .
    - ومن أين جمعت معلوماتك البحرية يا أديب ؟
    - أتسخر مني ؟
    - لا معاذ الله ! فأنت ربان ما وراء البحار, وقائد سفين الكلم الطيب بلا نقيق , ورائد الخيال المجنح المخدر الغائب عن معارك النضال في دنيا ........
    - كفى كفى أهذه نظرتك في ؟؟
    - أنا أعلم يا صديقي أنك أديب راقي المنحى , عالي اللغة , لك القدرة الهائلة في تطويع اللفظ , سرمدي الوصال مع القمر, سامق العلو مع الوسن, مسافر بريبعك عن أرض لسماء, ملاح بسفينة فمرساتك قلم وصواريك رق وحلمك لؤلؤي مدفون بصدف هارب يوشوشك لما تصم القلب عن رعود خلفك ..و..
    - وكفى ....حالم إذا أنا بعيد عنكم قريب من خرافات الوهم !
    - صديقي أنت فهل أقفز من سور المجاملات لأرمي بقنبلة عبر حدودك حتى أجرح فيك النوم فتستيقظ ؟
    - أمغيب أنا عن الواقع إلى هذا الحد ؟
    - بل نائم هارب ....
    - جديدة هذه النظرة
    - قديمة كقدم قلمك .

    لم يكملا الحوار فقد صدأت نفس يحيى فجأة لسماعه رأي رجا غير المتوقع .
    تمنى يحيى أن يكون صديقه رجا الآن معه فالرعود تطرق الدائرة وتناثر الثلج الأبيض يراكم على نفس يحيى ثقلاً هائلاً , وكأن كل سقطة هي في نفسه فالدفء خارجاً وداخلاً لايسعف فما ران قد ران وأمامه مشوار اليوم العائد حيث..
    رعود بشرية من زوجته , ووجوه نتاج عمره المصفر تنتظر جيوبه الثلجية لعل الربيع أسفلها يأت بفاكهة مثمرة أو جذوة من نار ..
    وفي طريق العودة والحافلة تثاقل أرضاً بين بدايات الثلوج يتقدم أبو علي من يحيى ويجلس جواره بأعطافه المكتنزة التي تخفي المقعد وراءها , ولا تخفي نظرة مختلسة ليحيى تنم عن افتتاح جلسة من الحوار .


    5-

    رغم أن يحيى طويل القامة إلا أنه رأى نفسه جد ضئيلا أمام هذا المد اللحمي الضخم من أبي علي .
    أبو علي .. مدير الأرشيف
    شخصية جامدة كورق الأرشيف المرصوص المغبر . سطر هو بين السطور المقروءة غير المحبوبة لدى يحيى .
    كل ما يعرفه يحيى عن أبي علي أن له ابنة من زوجته المتوفاة حديثاً , صبية في الثانوية وهذا كل ما يعرفه . ولا يدري لم لا يحبه ! ألأنه يعرف تاريخ عمله فهو سيد قابض على كل حكايا الدائرة !
    أيكره يحيى أن يكون مكشوفا لغيره ؟!!
    ربما ......
    ويميل أبو علي على يحيى مفتتحاً حواراً ثلجياً :
    - الجو بارد جداً ..
    هز يحيى رأسه مؤيداً دون حروف من صانع الكلم .
    - فصل الشتاء ضيق على الجميع رغم أنه فرج في نهايته .
    وهز يحيى مرة أخرى موافقاً على بديهية الرجل وكأنه يعلن صراخاً مكبوتا أن قل ما عندك يا جاري فقد مللت .
    - أود أن أحادثك بأمر يا يحيى .
    - تفضل قالها يحيى متنفساً نافثاً زفيراً بارداً ثقيلاً .
    - لي ابنة في الثانوية وهي في القسم الأدبي وبحاجة لمدرس خصوصي لها لتجتاز الامتحان فهل ترضى أن تعطيها الدروس بعد المغرب ..ما رأيك ؟؟
    لم يدر يحيى بم يجيب وتلعثم ...
    - ربما لا بأس لم لا ؟
    - سأعطيك مبلغاً من المال على وقتك هل نبدأ اليوم ؟
    هز يحيى رأسه .
    لم يسأله كم ستعطيني
    لم يسأله كم درساً تريد لم يسأله أين بيته ؟
    فقط تذكر أولاده ووافق رأساً .
    - هناك بيتي , اقتحم أبو علي صمت الأديب يحيى وأشار له سأنتظرك اليوم بعد صلاة المغرب , اتفقنا ؟
    - اتفقنا , وصافحه ونزل من الحافلة مع عاصفة من الهواء البارد أثارها سكنت وجدان يحيى أشعلت فيه توقا مناقضاً لكل ما حوله ,
    توقاً أن يحضن طفلته الصغيرة ويضع جديلتيها بين يديه ويقول لها :
    - من أجلك يا ريما من أجلك فقط .........
    وعند سفح الجبل الغربي وقف الباعة رغم الثلج الهطال يصرخون فأدموا نقاء التواجد الأبيض برغباتهم الحرى للبيع ليعودوا بدفء ليوتهم وقليل من عيش .
    ويحبس يحيى مداد دمعه عنوة في ملفه الأخضر يقبض عليه دون أن يريقه فلا وقت لديه .[/color]


    6-

    لا طعام في الثلاجة ...ولا دفء في المدفأة
    وجوه أولادك صفراء كورقك الأصفر.
    ضجت كلماتها في أذنه تصر على أن تخوض في نفسه معركة حزن وترددت قدماه في الإسراع ليمر على بقالة جاره خليفة
    ويتوقف !
    هل سيقبل أن يعطيني اليوم بالدين أم سيزوي شفته الغليظة تذمراً ؟
    وجمع يديه واضعاً جدائل ريما بينهما لتراق الدمعة على ذهبيتهما
    فتقول :
    - من أجلك يا ريما ..
    ومن أجل ريما كانت النفس تذوب أمام خليفة وهي تحمل أكياس العدس والأرز والخبز والسكر .
    ولتصمت زوجته قليلاً فيتركها مع إعداد طبق الأرز بالعدس الشهير ..
    وعند بوابة قلبه وقفت الصغيرة ريما تطرق دفء الأب الحاني .
    - آه كم تقت لك يا حلوة المذاق ويضمها يحيى , وتحيط بذراعيها النحيلتين رقبته قائلة :
    - أبي ..
    - نعم يا حلوة المذاق .
    - لم لا تحضر لي الحلوى ؟
    - سأفعل إن شاء الله
    - وأريد ثوبا ً أيضا .
    - سأفعل يا ريما .
    وتوشوشه مقرقرة :
    - أبي لقد زارنا خالي سعيد اليوم
    خالي يقول لأمي قولي لزوجك أن يبيع قصصه . لم لا تبيعها يا أبي وتحضر لي الحلوى ؟
    وابتسم يحيى .
    تلك الابتسامة التي تزعج رجا فيصرخ دوما قائلاً :
    - كم أكره أن يكون خاتمة حوارنا ابتسامتك هذه .
    - لم ؟ بم توحي لك ؟
    - مريرة هي أو ربما لتقول لي وما الحيلة ؟؟
    فأنا لا أحب السكون ولا التقنع وراء ابتسام حزين ولا شعور العوز المسرف الذي يلف كينونة الرجال .
    - ماذا تحب إذاً ... الصراخ ... العويل .. السرقة ...او بيع ال...؟
    - أكمل بيع ماذا ؟؟ ماذا نبيع نحن الرجال في زمن قهر الرجال إننا في سوق شرس وعلى أبواب حكمة ضالة نقرض بأسنانا الضعيفة خشبية الحياة لندلف إلى غرفها ونعيش .
    - أفئران نحن ؟
    - بل نحن لدينا بضاعة لا نحسن عرضها .
    - ماذا تعني ؟
    - أنت تعرف ما أعني .
    وخرج من صمته بقبلة من حلوة المذاق ريما تهزه فيها تسأله :
    - هل ستبيع أبي قصصك لتحضر لي ........
    ولم تكمل فالرعد على الباب يعلن وقت غذاء لم يسدد ثمنه .

    يتبع
    [/grade]

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 9
    المواضيع : 2
    الردود : 9
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    يا سلام يا حبيبة
    ماأروعك وما أروع قلمك
    الحمدلله الذي يجمعني معك دائمآ
    ابنتك لؤلؤة المسك

  10. #10
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مِلْءُ عينيكِ
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 19-09-2018, 06:47 PM
  2. روايتي الجديدة (كيف تصنع يدا)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 30-06-2014, 02:15 AM
  3. ملء الدم
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-03-2010, 03:01 AM
  4. صدور روايتي الجديدة : الطريق إلى روما
    بواسطة شريفة السيد في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 26-06-2009, 11:33 AM
  5. ملء الدم _منقحة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 06-03-2006, 09:09 AM