بسم الله الرحمن الرحيم
كيف خُنت عهدنا يا لساني وبُحت لغيري بهمي ...
وكيف سقطتي يا دمعتي بين الملأ وأنتي قد وعدتني بأن لا تسقطي إلا بداخلي ....
وكيف عفوت اليوم يا فكري عن ما قد سجنتُ بداخلك من أفكاري ...
ولماذا يا صدري تفتح صندوق أسراري وتجعله مُشاعاً لكل من حيرته ألغازي ....
فلماذا يا مدينة الصمت تُحرمي علي العيش بداخلك وتتحللي لغيري...
فأنا مثلهم إنسان أحزن فلا أريد أحد أن يحزن لحزني وأفرح وأريد كل البشر أن يشاركوني فرحتي ...
فما هو سر غضبك مني وما هو سر طردك لي خارج أسوارك ...
فتنهدت مدينتي بآه اهتزت لها قلاعُ عالية آه هزت غيومها فأسقطت دموع في غير موعدها ...
آه جعلت مدينةُ الصمت تحاورني قائلةُ ...
لا تظلمني يا ساكني ولا تعاتبني فأنت ما فيك أكبر من احتمالي...
فكل الناس تحزن وبعد حزنهم يفرحون
وأنت يا ساكني تحزن وبعد حزنك تعود لتحزن فطال انتظاري بأن أراك فرِحاً فلا تفرح ...
فأراك يا ساكني مُقيماً في ليلك ونهارك...
وغيرك يسكنني في ليله وفي نهاره يُغادرني إلى حيث تعيش أماله ...
فجاوبتها وما ذنبي يا مدينتي إذا كانت آمالي قد شاخت وجار عليها الزمان وماتت ...
وما ذنبي إذا كان حُزني أكبر من احتمالك فأنا لم أدعوه ولكنه هو من إستوطنني ...
فهاجت مدينة الصمت وقالت أنظر حولك يا ساكني فلم يبقى سواك بداخلي...
أنظر حولك فإن أسواري تشققت فأهرب حيث شئت قبل أن تكون تحت أنقاض أحجاري...
فقلت لها إنه مكان حياتي ومماتي...
فاسمحي لي بأن أدفن نفسي في مقبرة صمتي
دمتم بالف خير وعافية