|
|
قالت لعاشقها يوما تسامره |
عذابُ أُمّك لي كُثْرٌ كبائرُه |
إن لحت يوماً لها لاحت كأنّ بها |
مسّاً من الجنّ ماانفكت تحاذرُه |
يكاد يخرق قلبي سهم نظرتها |
ذاك الرقيق الذي يهواك ثائرُه |
الشهد سمٌّ بحلقينا إذا بقيت |
شواظَ حقدٍ تغَشّينا هواجرُه |
فليس يثبت في قلبي هوىً لسوى |
ذاك الذي قلْبها حزّت خناجرُه |
فهل تكون جديراً بالفؤاد فقد |
يسوغُ مرٌّ إذا طابت أواخره |
فاعمدْ إلى صدرها فاصدعْه في ثقةٍ |
وهاتِ لي قلبها غضّأ أعاقره |
مَرْآهُ يجلو صدى مِرآةِ من خفقت |
دقاتُه لكَ إذْ ما أنت عاقرُهُ |
فأسلس الظهر للشيطان يركبه |
بالفسق والإثم قد غُمّت بصائره |
مضى إلى بيتها والحقد يملؤه |
فعانقته وما كانت تحاذره |
كانت تقبّله إذ سلّ خنجره |
وكرّر الطعن، ما لانت مشاعره |
ترنحت وهوت فانكبّ منهمكا |
تمزّق الصدرَ عن قلبٍ أظافرُه |
وراح يحمله في راحِهِ جذِلاً |
إلى العشيقة بسّاما أسارِرُهُ |
حتى أتاها به غضّاً كما أمرت |
وبسمةٌ من ثناياها تساورُه |
لكنّه خرّ قرب الباب إذ ضربت |
رجليه عارضةٌ كانت تجاوره |
فأسقط القلبَ من يمناه نازفةً |
فقال: " سعيي هنا ضاعت أواخرُه |
تلوّث القلب من تُرْبٍ وصاحبتي |
تريده عنْدماً تبدو مظاهرُه |
ونزّ بعضَ دمٍ جرحٌ براحته |
وأسقطَ القلبََ معميّاً بصائرُه |
وعند نهضته توّاً جرى ثمِلاً |
وأمسك القلبَ في شتمٍ يُبادره |
" قلبَ اللعينة كم كلّفتني عَنَتاً |
جُرْحاً بكفّي وهذا ما أحاذرُهُ |
فجاءه صوتها والقلبُ مصدرُه |
أفديك يا ابني بقلبٍ أنت باقرُه |