الحب على قوافل الهجرة
الجزء الثاني

1

ممرات، وربما مضايق تحاصرنا في كوة صغيرة قد تنفذ وقد لا تنفذ، فهل لبصيص نور يأتي عبر مجرّة القلق أن يكشف الظلمة؟.. في منزلق الطرقات ننحدر، نجرُّ ذيول هزائمنا وشمسنا التي كُسفت تحرسنا قصائد آخر الشعراء المجانين،ويراقبنا آجرّ أطلالنا الذي تناثر بالجوار.مرضٌ مزمن عضال يطال تحملنا ، ينهمر من شؤبوب غربتنا، هو الحنين الذي تمطّى على أوتار حسرتنا واستدار يجلد الأفئدة المتكلسة بالحب. منْ يتقمّصُ خيالنا ويأتي كهيئةِ امرأةٍ ترتدي الشذا وتستحمُّ بالزمهرير لتسكب أضواءها المنتقاة على خرابنا المتقد؟.. ثمة أسئلة وأسئلة تجتر قلقنا وتنفث سمومها في البدن ، ولا ندري أهي الريح التي قوضت الشجر وتركت ضواحينا عارية، أم هي الزوابع التائهة التي اهتدت لكهوفنا وصارت تحاصر همسنا المستباح أصلاً؟
لا أثرٌ تبقّى في طريقِ الرجعِ،
لا شجرٌ على ممشى مسالكها،
يدلُّ إلى اتجاه الربع
تعمّدتْ أيدي الرياح خرابها،
وزوابع الأمطار تغتسل الدروب
وخطاكَ في الأفقِ الفسيحِ مذلّةٌ،
تتآكل الأشجار من عصف الهبوب
لا مأوى،
ولا فتحت كهوف الغاب أذرعها،
فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..
رابط الجزء الأول
https://www.rabitat-alwaha.net/showt...d=1#post399570
يتبع