الحب على قوافل الهجرة


1
أهدابها وهي تومئ إلي ، غصن أشار للبلبل بالتغريد. أذكر تلك الدعوة للاستغراق بالحب، أجبرتني على تصفح النور المنبثق من بين نصف إغماض للجفون. فتحت أبواب حدائق قلبي لعندليبها
أذكر ذاك الشذا ونسيم جدائلها، يغزل البرق في شالها المسترخي. تنجذب الفراشات للسكر المكرر في العيون العسلية، والجنادب في الغابات تسترخي لرياح الربيع .
أذكر عطرها الياسميني وهو يطل على شجري الرطب، عندما قابلتها في ضواحي المدينة بين النهر والجزيرة الغارقة بالزينة. لقد لملمت خضرتها خجلا عندما رأيتها تمشي معي وشرعت زهورها بالانحناء ، لم لا وهي ترى المصابيح تمشي على الأرض.
ليس حلما ذاك الذي مر، لكنه إغفاءة الجمال في غفلة من شحارير البراري ، يوم بدا قصيرا لي ، لكنه ما زال يغدق عليَّ بنسائمه المهرولة في يوم قائظ، وجوانب حروف أهدابها لا زالت تطرز حروفي بالجمال،عبر أزهار الحديقة النائية وقرص الشمس الذي تلألأ في بؤبؤها الباسم.
ولكنني عندما غادرت أرض الشمس تركت خلفي المساحات المنبسطة حزينة تتذكر ساعات التواصل مع الأفق الرحب بعيدا عن أراضي الجنوب ، لم أكن أعلم أن حنيني لها ربما سيقتلني ولكنى أنبت أمري وأمرها لله..


أنبنا إلى الله أمر الرحيل..
وما كان من أمر حشد الجياع
عجنّا المرارة معْ صبرنا
وسرنا إلى ناطحات الضياع
لففنا خطانا بحزن السبايا
وقلنا سلاماً لأرضِ الوداع
سهونا قليلاً ولكننا،
خبزنا الضياع بديجورهِ
وعفنا العراق لأهل الضلالة والمعدمين
لعلَّ الظلام يتيح التخفّي
ويستحضر الملتقى بالسلام
وكنّا إلى الله ندعو الخلاص
فكفُّ الحصارِ جنودٌ علينا
أتتنا بفكٍّ ضروسٍ
وما قد تبقّى، شظايا عظام..