غناء



لمْ يحن وقتُ البكاءْ ،

ولكن امتدتْ عيوني إلى بحرٍ عذبٍ بعيدٍ

وشربتُ حتى الارتواء ْ

ولم أكُ أدري طوال الغياب ،

بأنني محضُ افتراءٍ شاهق

وأنني يوما ً سأسقط ُ زخة ً .. أو دمعة ً

أو مثلما سقطوا أمام الحصن من هول الحصان ،

سأبوحُ للبحرِ البعيدِ بكل شيء ،

بأني لا أحمل من الغمامِ في عينيّ إلا ما يكفي ليسقط مع سقوطي ،

وأني أحبكِ بين الكروم ِ وبيني ،

وبين الفتحةِ والكسرةِ في

عينيك أو عيناي

في شفتيكِ أو شفتاي

في بلواكِ أو بلواي ،

في ماضيكِ أو أحلامكِ الكبرى

و في إمضاءٍ سرق من الليل السكونْ ،

وأحبكِ مثلما قالوا أكونُ ولا أكون ،

سأقولُ أني مثقلٌ بالانتماءِ إليكِ في هذا المساءْ ،

وأقولُ أن الدمعة َ الأخرى ستسقط ُ مرة ً أو مرتين ،

وأقول أن السارقين أتوا مع الشفق الجديد بوقتهم متأخرين ،

فلقد سرقتُ الخوفَ منك لتسرقيني ،

ولقد سرقتكِ مثلما سرقوا يقيني ،

أو مثلما سرقوا الحنين إليّ منك ،

ومثلما صلبوا يسوعَ مسمراً على بوابةٍ تفضي إلينا مرة ً في كل عام ،

سأقولُ ما يفضي إليه الباب في كبد السماءْ ،

حتى يجف البحر في شراييني

وينتحب الكلامْ ،

فأقبل الأشجار والأعمار والأزهار والصمت الرهيبَ ولن أنامْ

وأرتل اللوحات والصفعات والكلمات والأنات والبصمات والغيمات والشرفات والسفن الغريقة ،

فالحب يا مجنونتي زمن انتهاء الأزمنة ،

وهو انفصام الشاطئ المرهون بوصولي إليك عن الحقيقة ،

والحب أن الناسَ تلخيصاً وتشخيصا نراهم ذاهبين ،

والحب أن تطوي سنيني مرتين إذا طويتكِ مرة ً بحثا ً عن المدن الشقيقة ،

فالحب إن شئنا نسميهِ انتظام الموتِ في أعمارنا ،

أو ما نشاء ْ

الحب ألا ترتدي إلا عيوني في العراءْ

والحب أن نأتي كما تأتي البلابل كل شهرٍ مرتين

أو كما يأتي الرجال إلى النساءْ ،

الحب أن نمضي مضي الثائرين إلى الحقيقة ،

وأنا أحبك بالمعاني الخمس للحرف الوحيدْ

إذا أتى

أو لم يجئ معه الشتاءْ

فأنا أحبك مثلما يمتد بعضي شاربا بعضي إلى البحر البعيدْ

ومثلما سافرتُ في المرآةِ أرقبُ وحدتي

مذ ألف عام ،

وإليكِ أبحرُ قطرة َ زيتٍ معتمةٍ

وأسقط كما يسقط الوقتُ عن رأس إبرةٍ خاطت حياتك أو حياتي...

وإليك سافرت الحقولُ عن المناجلِ فانتهى زمن الزراعة ،

وإليك ترنو رغبة ُ الأطرافِ في صوت الإذاعة ،

وأنا أحبكِ مثلما أمتدّ تشربني الإشاعة تحت عالمك الغريب ،

ما ظل شيء لم يذق طعمي سواكِ تقاسميني البحرَ ثم تناورين .

ما ظل شيء لم يذق طعمي سواكِ تقاسميني البحرَ ثم تعبّرين

ما ظل شيء لم يذق طعمي سواكِ تقاسميني

البحرَ ثم تمانعين توحدي وتصبري وتآكلي عبر المراحل .