اختلف اللغويون في أصل لفظ "ثُبات " في قوله تعالى : ( فانفروا ثُباتٍ ) من الناحية الاشتقاقية :
فمنهم من يرى أنها اشتقت من الجذر (ثَباَ ـ يَثْبو ) أي اجتمع و جاء ، و الثُّبَة : العصبة من الفرسان ، و هنا يكون أصل الكلمة ( ثُبَوٌ ) على وزن ( فُعَلٌ ) ، فحذفت لامها ( أي الواو ) وعوضت بتاء التأنيث، كما هو الشأن بالنسبة لألفاظ عربية كثيرة ككلمة ( سِنَةٌ ) التي أصلها سِنَوٌ ثم أبدلت واوُها بتاء تأنيث .
و منهم من يرى أنها مشتقة من الجذر ( ثبي ) ، فيكون أصلها (ثُبَيٌ ) فحذفت لامها (أي الياء )
ومهما يكن من اختلافات حول أصل "ثبات " الاشتقاقي فإن اللغويين اتفقوا حول دلالتها و معناها و أجمعوا على أن معناها : الجماعة من الناس أو الفرسان ، و (ثُبات ) جمع مؤنث سالم لكلمة " ثُبَةٌ "، وردتْ حالاً من الفاعل الذي هو واو الجماعة في (انْفِروا )، منصوبة و علامة نصبها الكسرة النائبة عن الفتحة .
أما عن معناها في الآية الكريمة : فقد ورد في البحر المحيط أن الثُّبة الجماعة من الرجال تكون فوق العشرة، ومعنى الآية : انفروا عُصَبًا إذا دُعيتم إلى السرية ، أو انفروا جميعا أي بعضكم إلى بعض . ونزلت الآية الكريمة للتنبيه إلى قواعد الاستعداد للجهاد .