على همسات الفيروز: أهواك بلا أمل ..و نغمات ميادة بسيليس: ياقاتلي بالهجر كيف قتلتني ؟ خطّت أناملي هذه الكلمات :
ضاع صوتي بين آجام الصّمت بعد أن أعياه الكلام،و تثاقل نبضي بعد أن أرهقه الرّكض في أزقّة الوجد، على الخدين يمضي الحزن حافرا سدّين للسيل المنهمر؛ إذا ما فاضت بالدمع عيني،فما عاد يجدي الحديث معكَ و لا عنكَ ، تلعثمت الأبجدية و سقطت رهينة لجلجة ليس يريحني منها إلا البكاء..لكن هيهات هيهات..حتى العين تآمرت ضدي،أراها قاحلة و الغيم فيها عقيم .
أيها السّاكن بين ضلوعي، الهارب منّي كأنفاسي.كلّما فكّرت فيك أزّني الحنين أزّا، و دفعني إلى معانقة قلمي، لا مؤنس لي في دجى الوجد غيره، و محبرة أفرغتُ فيها خيباتي،ملأتها بمستخلص عطر قبضته من أنفاس الليل، و هذا قلبي يكابد الشوق،يرنو لفرح نكّص على عقبيه عائدا إلى قمقمه،و في الدفتر أنّات تتمطى في مشيتها على الهوامش؛ لا تكاد تمسكها أناملي حتّى تتوارى بين السطور .
ما الذنب ذنبكَ.أنت البريء من عشقي،وأنا الموبوءة بك،و المتهمة بالركض خلف السراب.أرسمُكَ شمسا فتغيبَ، أكتبَك قصيدة ،فتفرّ منها القوافي و تحيد عن الأوزان، أصنع من حنيني كأسًا لكَ أملؤها ماء قلبي، فترتوي أنتَ و تتركني للظمأ يشربني..
لا شيء أوحى لك بحبي،لا الحنين الذي يلوكني،و لا اللهفة التي تجعلني أقفز داخلي.تلدغني فأنتفض منها مهرولة؛ألثم آثار خطواتك، أختلس عبير أنفاسك..و أنتَ كالأرمد لا تبصر الشمس إلا عندما ترى ظلّك أمامك.
ألم ترَ نجمتين تتلألآن في عيني،تومضان كلّما مررتَ أمامي؟ و ابتسامة تخرج من قمقم الفرح لتلتصق بشفتي؟ ألم ترَ قصاصات الدّم تجمعت في خدّيّ مُشكلّة وردتين؟
ويحي أنّا الهائمة فيكَ،أقضم يد الحسرة و أعضّ على شفـة الرجاء،أستجدي قلبَا أصمّا كي يسمع أنّات غصة تتخبّط في حنجرتي مردّدة :
أهواك بلا أمل، مالذنب ذنبك بلْ ذنبي، أنْ سوّلت لي نفسي هيامكَ، و زيّنت لي مخيّلتي حلمًا عشْتُهُ واقعا.لكنه في رحم الحقيقة جنين كوّنته يد الدّهشة و أجهضته صدمةُ منطق لا يخضع للخيال..
|