أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 28

الموضوع: أبجديّة ذاكرة.

  1. #1

    افتراضي أبجديّة الذّكرى.

    عند المساءات ألتحف النعاس و أستجدي النوم أن يغمرني بالأمان،كي لا تنقض عليّ براثن الحنين؛فليل الشتاء ثقيل،طافح بالوجع،و متواطئ مع الذكرى،فحين يوجعني الفقد أضم نفسي إلي، أتوسد ذاكرتي و أنام؛و ليت الكرى بمسعف قلب تلوكه الآهات و تقضم ضلوعه ألف غصة.. تنهال عليّ نبال الحنين من كل حدب فتدميني ،و تعصف بي ريح اللوعة ،فأستمسك بحبال الصبر و أكتم صرخةً كلّما صعدت إلى فوهة الحلق وأدتها بقبضة الصمت..لكنها لا تموت؛ سرعان ما تنبعث فيها الحياة من جديد، يهيج الوجد ، فتنهض الدمعة من مكمنها.تغرز الصرخة أنيابها في حنجرة البوح فتخذلني الآهات .. أفرّ بوجهي منّي إلى حضن الورق.أبثه زفراتي،و أكفكف بكفيه دمعي.
    فيا صاحبي حرفي المعتّق بالحزن يقتات من وجعي،و يشرب من أنفاسي، ألفتْ طعمه الحائر شفاهي،فالوجع متغلغل في المسامات، مقيم تحت جلدي يستفز الوريد، و كلّما عربد في دمي ،سكبتُه بين السطور عرقا،و وقّعته على الدفتر بنبض القلب.و كتبتُ بالآهة الصاعدة من جوفي: هنا دفنت الألم..كي يولد من رحم الحزن فرح لقلبي..
    و أدّعي الفرح،فالادّعاء للمتوجّع شفاء،ثمّ أني أرتّق ثوب البسمة بخيط الأمل،لأرتديه في وجه الشامتين،
    نكاية بالخيبة أكتب عن الصبر كي أحبّه أكثر،فالصبر قوت المتعبين البؤساء يأكلونه بنهم،و هو شراب بديل للمدمنين على نبيذ الرخاء؛ يتجرّعونه على مضض،
    نكاية بالحبّ المطعون بسكين الغدر؛ أكتب أني عاشقة،فالعشق قمح الحالمين،اِن لم يصنعوه رغيفا،كتبوه شعرا قوتًا للعاشقين،
    نكاية بالحلم الغريب كظلّي،تارة على مقاسي و تارة أخرى أطول منّي؛أكتبُ أنّ الخيال درب الموءودة أحلامهم في أرصفة التعقّل،لو قال العقل صمتّا..قال الخيال للقلب تكلّم،اقفز،و حلّق..هنا لا حدود للتحليق.
    يا صاحبي ذاكرتي المسكونة بالوجع تذّكرني بالحب و الحلم و الحسرات،لكنّها تلهمُ القلم و تحرّر الحرف من قيود التأسّف و الندم،فالذكريات ملح الجراح.قد تزيد الجرح تفتّقا،أو تكون مصلا مفعوله طويل،يعالج القلب من كمد،أو نصلا يقطع رأس الحنين،لو أطلّ الغدر من ثقب الذاكرة يذكّرنا بطعنة قديمة.فلنكتب فالحرف تأريخ لِلَحظة قد تحوكها الأيّام مجدّدا بنفس النّسيج لكن بلون مختلف.
    إنّ في حسنِ البيَان حكمةَ للعقل تُرتَجى،و فُسحة للرّوح تُبتغى..

  2. #2

    افتراضي

    كأي سكين كان القلم وهو يخترق جسد الورق ... يسترسل البوح وتنزف الجراح .. للقلب الذي أدمن النقاء والهجر

    نثرية هي : قصةٌ تستفز الحلم .. العصي .
    الإنسان : موقف

  3. #3

    افتراضي

    فيا صاحبي حرفي المعتّق بالحزن يقتات من وجعي،و يشرب من أنفاسي، ألفتْ طعمه الحائر شفاهي،فالوجع متغلغل في المسامات، مقيم تحت جلدي يستفز الوريد، و كلّما عربد في دمي ،سكبتُه بين السطور عرقا،و وقّعته على الدفتر بنبض القلب.و كتبتُ بالآهة الصاعدة من جوفي: هنا دفنت الألم..كي يولد من رحم الحزن فرح لقلبي..
    من أدمن خمرة الأسى سيبقى ثملا بالوجع والآهات...
    يا صاحبي ذاكرتي المسكونة بالوجع تذّكرني بالحب و الحلم و الحسرات،لكنّها تلهمُ القلم و تحرّر الحرف من قيود التأسّف و الندم،فالذكريات ملح الجراح.قد تزيد الجرح تفتّقا،أو تكون مصلا مفعوله طويل،يعالج القلب من كمد،أو نصلا يقطع رأس الحنين،لو أطلّ الغدر من ثقب الذاكرة يذكّرنا بطعنة قديمة.فلنكتب فالحرف تأريخ للَحظة قد تحوكها الأيّام مجدّدا بنفس النّسيج لكن بلون مختلف.
    الذّاكرة زرع العقل، إن كان الزّرع أخضر بثّ في النّفس الأمل والفرح،وغرّدت عصافير الجمال والتّأمل في رياض الرّوعة... أمّا إن اصفرّ لونه إثر موجة قحط فلا بدّ أن يذرّي هشيمه ليعفّر النّاظرَين، ويعمي عن رؤية جميل الأمور، ويتيه الفكر في صحارى الحاضر القاحل...
    كتابة رائعة لغة وصورا وإن غلّفتها عباءات الحزن
    بوركت
    تقديري وتحيّتي
    للتّثبيت إعجابا

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسرين بن لكحل
    عند المساءات ألتحف النعاس و أستجدي النوم أن يغمرني بالأمان،كي لا تنقض عليّ براثن الحنين؛فليل الشتاء ثقيل،طافح بالوجع،و متواطئ مع الذكرى،فحين يوجعني الفقد أضم نفسي إلي، أتوسد ذاكرتي و أنام؛و ليت الكرى بمسعف قلب تلوكه الآهات و تقضم ضلوعه ألف غصة.. تنهال عليّ نبال الحنين من كل حدب فتدميني ،و تعصف بي ريح اللوعة ،فأستمسك بحبال الصبر و أكتم صرخةً كلّما صعدت إلى فوهة الحلق وأدتها بقبضة الصمت..لكنها لا تموت؛ سرعان ما تنبعث فيها الحياة من جديد، يهيج الوجد ، فتنهض الدمعة من مكمنها.تغرز الصرخة أنيابها في حنجرة البوح فتخذلني الآهات .. أفرّ بوجهي منّي إلى حضن الورق.أبثه زفراتي،و أكفكف بكفيه دمعي.
    فيا صاحبي حرفي المعتّق بالحزن يقتات من وجعي،و يشرب من أنفاسي، ألفتْ طعمه الحائر شفاهي،فالوجع متغلغل في المسامات، مقيم تحت جلدي يستفز الوريد، و كلّما عربد في دمي ،سكبتُه بين السطور عرقا،و وقّعته على الدفتر بنبض القلب.و كتبتُ بالآهة الصاعدة من جوفي: هنا دفنت الألم..كي يولد من رحم الحزن فرح لقلبي..
    و أدّعي الفرح،فالادّعاء للمتوجّع شفاء،ثمّ أني أرتّق ثوب البسمة بخيط الأمل،لأرتديه في وجه الشامتين،
    نكاية بالخيبة أكتب عن الصبر كي أحبّه أكثر،فالصبر قوت المتعبين البؤساء يأكلونه بنهم،و هو شراب بديل للمدمنين على نبيذ الرخاء؛ يتجرّعونه على مضض،
    نكاية بالحبّ المطعون بسكين الغدر؛ أكتب أني عاشقة،فالعشق قمح الحالمين،اِن لم يصنعوه رغيفا،كتبوه شعرا قوتًا للعاشقين،
    نكاية بالحلم الغريب كظلّي،تارة على مقاسي و تارة أخرى أطول منّي؛أكتبُ أنّ الخيال درب الموءودة أحلامهم في أرصفة التعقّل،لو قال العقل صمتّا..قال الخيال للقلب تكلّم،اقفز،و حلّق..هنا لا حدود للتحليق.
    يا صاحبي ذاكرتي المسكونة بالوجع تذّكرني بالحب و الحلم و الحسرات،لكنّها تلهمُ القلم و تحرّر الحرف من قيود التأسّف و الندم،فالذكريات ملح الجراح.قد تزيد الجرح تفتّقا،أو تكون مصلا مفعوله طويل،يعالج القلب من كمد،أو نصلا يقطع رأس الحنين،لو أطلّ الغدر من ثقب الذاكرة يذكّرنا بطعنة قديمة.فلنكتب فالحرف تأريخ لِلَحظة قد تحوكها الأيّام مجدّدا بنفس النّسيج لكن بلون مختلف.
    أي قلم صاغ أحاسيس الألم ومشاعر الأسى هذه ألقا و إبداعا فصار الحنين، و اللوعة، و الحزن، و الصبر و هياكلا تمشي و تذب كأنها حيّات تسعى ! و أي قلب احتمل كل هذا ؟ نصّ بديع رُسمت كلماته بحروف المرارة و لكن بذوق فني و أدبي راقي و بليغ. تحياتي لك أختي الكريمة و أديبتنا القديرة نسرين بن لكحل و بالغ تقديري.

  5. #5

    افتراضي

    نكاية بالحلم الغريب كظلّي،تارة على مقاسي و تارة أخرى أطول منّي؛أكتبُ أنّ الخيال درب الموءودة أحلامهم في أرصفة التعقّل،لو قال العقل صمتّا..قال الخيال للقلب تكلّم،اقفز،و حلّق..هنا لا حدود للتحليق

    السلام عليكم
    نص رائع يا نسرين يجمع بين الإبداع والشعر والنثر والحلم والتعقل والمرارة
    ذكرياتنا ,,رغم ما تفعله بنا ,هي في الحقيقة تاريخنا الذي نراه ونحس به, ولا يراه غيرنا
    ذكرياتنا ,,هي ملكنا الخاص الذي لا يشاركنا به أحد
    هي ذاتنا الأخرى !!
    أما الحلم الجميل,, فنحن مضطرين أن نئده أحيانا لحماية من هو أغلى منه
    رائعة نصوصك وتزداد جمالا
    شكرا لك
    ماسة

  6. #6

    افتراضي

    لقلمك رونق يعصف بأبجديات العاطفة فيبعثرها ثم يلقيها على أعتاب الحنين . ذاكرة نُقشت بعطر الياسمين . دمتِ بخير أيتها الأديبة العزيزة . خالص تقديري.

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    كأي سكين كان القلم وهو يخترق جسد الورق ... يسترسل البوح وتنزف الجراح .. للقلب الذي أدمن النقاء والهجر

    نثرية هي : قصةٌ تستفز الحلم .. العصي .
    كثيرة هي النصوص التي نكتبها،لكن هذا النص كتبني؛و مداده كان زفرات صاعدة من باطن القلب.
    أستاذي خليل ،و كالعادة نستمتع و نتمعّن حين قراءة حرفك العميق حتى في ردودك..لا تحرمنا اِطلالتك المشرقة .
    حفظك الله.
    تحياتي و تقديري.

  8. #8

    افتراضي

    الاستاذة نسرين


    و أدّعي الفرح،فالادّعاء للمتوجّع شفاء،
    وقد يكون ادعاء الفرح اشد وجعا , فالبسمة تدمي الشفاه التي شققها الاسى , والدمع المتحجر في المآقي يحرق العيون
    نكاية بالخيبة أكتب عن الصبر كي أحبّه أكثر،فالصبر قوت المتعبين البؤساء يأكلونه بنهم،و هو شراب بديل للمدمنين على نبيذ الرخاء؛ يتجرّعونه على مضض،
    تعبير صادق دقيق وقوة خارقة لقلب لا اظنه حديث خيبة


    نكاية بالحبّ المطعون بسكين الغدر؛ أكتب أني عاشقة،فالعشق قمح الحالمين،اِن لم يصنعوه رغيفا،كتبوه شعرا قوتًا للعاشقين،
    نكاية بالحلم الغريب كظلّي،تارة على مقاسي و تارة أخرى أطول منّي؛أكتبُ أنّ الخيال درب الموءودة أحلامهم في أرصفة التعقّل،لو قال العقل صمتّا..قال الخيال للقلب تكلّم،اقفز،و حلّق..هنا لا حدود للتحليق.

    مفارقات رائعة وتحدِ بحجم الحدث


    رائعة واكثر

  9. #9

    افتراضي

    سردية مدهشة منعشة
    رغم ما فيه من ألم أحمر قان وبعض أمل متوهم متهافت
    صورها تتداخل على نحو يحتاج الى فك الارتباط بين المشاهد المتوالية والمتضاغية عند اطراف الأخيلة الموغلة في الدهشة !
    تجيدين رصف طرقاتك بلونك
    ولا يعجز اناملك معنى .. فيأتي رصدك للشعور على نحو مدهش مثير
    اعجبتني الصور في تداخلها احيانا وترادفها أخرى
    وتمنيت لو رق لك قلب الزمان وجاد الله عليك بنوال يشفي ويكفي
    تحياتي أستاذة نسرين
    وأشكر قلمك الفياض الذي يجري مداده جنى شهيا ..
    تحياتي ودعواتي

  10. #10

    افتراضي

    نص في حنجرة حروفه طعم مر إلا أنه يتجلى حلاوة ويهطل إبداعا
    أغبطك كيف أتتك الأبجدية طواعية لتنفثي هذا الحزن وهذا الألم
    وكم تعجزنا في لحظات مشابهة!!

    أدعو لك بالفرح والبسمة الدائمة
    تقديري الكبير
    ـــــــــــــــــ
    اقرؤوني فكراً لا حرفاً...

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أبجدية..قصة قصيرة..
    بواسطة ندى يزوغ في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 01-12-2024, 08:14 PM
  2. أبجدية النور \ 2
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 28-11-2018, 07:01 PM
  3. أبجدية النور \ 1
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 11-08-2013, 04:59 PM
  4. أبجديةُ السراب
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 14-07-2010, 12:17 AM
  5. أبجدية الأسباب ، في الشوقِ للأحباب
    بواسطة احسان مصطفى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-04-2009, 12:16 AM