الإخوان الفزاعة التي يتشارك في إستعمالها حكامٌ ,و إسرائيل, و, الشيعة و بعض الأصوات التي تدعي السلفية. والحكم على جماعة الإخوان يستلزم وقفة تأريخية منذ تأسيسهم إلى يومنا هذا و يستلزم أيضًا تعيين الأرض التي عملوا عليها و تأثيرهم . هل تتحدث عن إخوان مصر أم سوريا أم تركيا أم العراق ... فلكل منهم سلبيات و إيجابيات إن كنت تعتقد رغم كل سلبياتهم بأنهم مازالوا في حمى الإسلام ولا تستعدي عليهم ملةَ كفرٍ و علمانيةً أشد بغضًا.
حينما أسس البنا جماعة الإخوان في مصر كان ذلك ردة فعل فرضتها الحال المتردية لتطبيق الإسلام في حياة الناس. و كما يقول الدكتور بهاء الأمير في كتابه "الوحي ونقيضه" بأن مصر آنذاك كانت مسرحًا يعج بأجندة مُنفذة لبروتوكلات بني صهيون من تفشي للمراقص و الخمارات والسينما و النفوذ التجاري لليهود و الإنحلال الأخلاقي للمجتمع المصري و تعيين يهود في مناصب حساسة في الدولة.
ثم أن العقيدة التي أُسست عليها جماعة الإخوان المسلمين آنذاك حتى يومنا هذا للأسف هي عقيدة لا ترَ غضاضة في وضع يدها في يد حاخامات الدجل الفارسية تحت مبدأ الغاية تبرر الوسيلة و النظرة القاصرة بأن العدو الأوحد للإسلام هم اليهود. و ظل هذا التمييع للعقيدة حتى يومنا هذا الذي يقتلُ فيه أذنابُ إيران أهلَ السنة في كل مكان.
الدول الخليجية التي تتفشى فيها الخلايا الصفوية "الوطنية" ما فتئت ترمي الإخوان بسهامها إقتصاديًا وإعلاميًا و شعوبيا متهمة إياهم بالخراب و أنهم خوارج و حالهم من يرى القذى في أعين الإخوان ولا يرى الجذع في ما حوله.
ما يقارب ستة أشهر من حكم السيد مرسي ترك فيها جذور الفساد للدولة العميقة للنظام السابق المدعومة من قبل أمريكا و إسرائيل. وحينما ارتكبت أمريكا خطاءً فادحًا بتطبيقها لنظرية الفوضى الخلاقة في مصر و رد الله كيدها بوصول الإسلاميين بإرادة شعبية ساحقة و بأداة غربية هي الديموقراطية خبت بها التيارات الليبرالية والعلمانية و عرابهم البرادعي عميل السي آي أيه بتقاريره التي دمر بها العراق و الآن مصر و أمرت إسرائيل بتصحيح هذا الخطأ. يعبر عن ذلك مارك كيرك عضو مجلس الشيوخ الأمريكي في خطابه الذي أبدى قلقًا من وصول حكومة راديكالية لن تمنع وصول السلاح لحماس و تهدد أمن إسرائيل و تنقض إتفاقية كامب ديفيد و تأثر على إستقرار جنوب السودان.
سُمح في هذه الفترة القصيرة باحتضان مؤتمرات إسلامية وعربية من شأنها أحداث تغييرات مفصلية للمنطقة التي يُقمع فيها الإسلام "السياسي" بأيدي المسلمين أنفسهم و كان آخرها مؤتمر علماء المسلمين الذي أُعلنت فيه 71 منظمة إسلامية وجوب الجهاد في سوريا متخطية حدود قواعد الخنوع في المنطقة.
ربما لو أن مرسي طبق أجندة الإخوان في "أخونة" جميع مؤسسات الدولة و التترس بإيران كما فعل النظام النصيري لترددوا في الإنقلاب عليه ولكن بما أنه اختار كرامة شعب ذاق ويلات التجويع الممنهج و اختار حرية تأتي بإسلام ينافس إسلامهم و لا ترتضيه دعاة المدنية والمجتمع الدولي فلابد من إسقاطه بمباركة البابا تواضروس و شيخ الأزهر و سباق لتهنئةِ من خرج عن ولي أمره و عودة الدماء للشارع . مشكلة مصر ليست في الإخوان و لا الشيعة الذين يرفضهم أبسط عامي مصري كما فعلوا بحسن شحاتة بقدر الأفعى اللقيطة التي تلتف على منارة الأقصى و التي تخشى عودة مصر لمكانتها في المنطقة. ولا تتحدث بعدها عن إرادة شعب حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا.
غصن الحربي