أفقت بُرهة .. فتذكرت ما يكابده أهل الشام من كبد .. و بلاء و قتل و أسد ..
و رأيت نفسي في نعيم و رغد .. ولكن كيف بمن مات أهله ورقد .. كيف ينسى !! كيف يحيى !! كيف الرغد !!
كيف.. و حق له أن يموت من كمد !! فعلمتُ أن شطر القلب مات و انهمد .. مات و لم يخبُر به أحد .. فاستعبرت عيني ، و أسقط في يدي ، فأحببت أن أتعلل بالشعر فقلتُ ..


لو لم يمت شطر الفؤاد و يُدفنِ .. ما عشتُ يوما وسط قبر أعفنِ
كيف الحياة تطيب بعد تكدرِ .. لم يصفُ مـاءٌ من قذاه ويأسنِ
كيف التبسمُ في المساء وقد غدت .. أممٌ تسامُ من العذاب و تقتني
أنّى التنعمُ بالحياة وها أنا .. يُنعى إليّ من المواطن موطنِ
لو كان في صدري فؤادٌ لم يمت .. لهوى به من دفتيه وعافني
أو كانت العينان تذرف دمعها .. لتشاغلت في مُقلتيَّ بأجفنِ
لكنما الشطر الذي أحيا به .. كم ذا أداريه و طورا أعتني
فيا قلبي المعنّى فاستفق .. و اذكر مصابك بالحبيب و دندنِ
من لي إذا مرت سحابةُ وابل .. و الخيرُ فيها مُقبلٌ و مُعنونِ
يدعوا الإله بأن يفك بلاءنا .. و يجيءُ فتحٌ بالشآم و أَيْمُنِ