عقلانية الإبداع
الإبداع عمل يقوم به العقل الواعي و العقل الباطن مجتمعين، وإن اختلفت الأدوار، فقد يجتمعان في البحث العلمي و الممنهج، وقد يقوم العقل الباطن وحده في العمل إذا ما كان العمل هو الإنتاج الأدبي والفني، وهذا مثبت على أرض الواقع، فلا يخرج الشعر إلا ممن حفظ الشعر وكان من المتذوقين له، وهذا عمل عقلاني بالكامل يستخدم فيه العقل الواعي للتعلم والحفظ، و كذلك الأمر في الفنون التشكيلية وغيرها، هناك من يقولون بغير هذا، وأستفسر عن الدليل؟ فإن لم يكن هناك دليل مادي على الأرض عندها يخرج الطرح عن المنطق العلمي في البحث .
وتبدأ التصرفات العقلانية من الكبار في تعاملهم مع الصغير، فإذا ما أبدى الصغير إهتماماً بموضوع، فيتوجب على الكبار في الأسرة متابعة الصغير وتطوير معلوماته في ذلك الموضوع، حتى يستطيع الصغير الوصول إلى المعلومات التي تهمه بشكل مستقل عن الكبار، مع المحافظة على التعليم الأكاديمي في المدرسة، ومتابعته في دراسته بنفس المقدار الذي تتم متابعة الموضوع الذي يهتم به الصغير، فإذا كان الصغير من عشاق الرياضيات وكان أحد الوالدين أو كلاهما من المدرسين للمادة فإنه يستطيع أن يطور قدرات ذلك الطفل في الموضوع، أو أن يوفروا للصغير من يساعده لبلوغ أهدافه، وما ينطبق على الرياضيات ينطبق على أي مادة أخرى قد يهتم بها الصغير.
المتابعة والإهتمام من الوالدين و التشجيع والتحفيز والإيجابية في التعامل مع المتغيرات في الرغبات عند الصغار وبناء الشخصية وتطويرها على درجة عالية من الأهمية كأسلوب يتبعه أولياء الأمور أو الوالدان، يتطلع الصغار لأثر أعمالهم على الكبار في الأسرة وهذا أمر طبيعي، فإن لم يجدوا إستجابة مناسبة من الأسرة قد يتأخر خروج الإبداع منهم " الصغار " وهذا يحدث كثيراً لأسباب مختلفة، منها أن يتوقف الصغير عن الإهتمام بالموضوع بشكل مؤقت وحتى فترة طويلة من عمره، وقد يعود الحافز الذاتي له وهو أكبر سنناً فيبدأ بالمتابعة بشكل مستقل.

باسم سعيد خورما