لا تُبطلوا ثوراتكم بالمنِّ

إنَّ الشعبَ لم يَترُك زمام اﻷمرِ

كي يلقَى الهوان..

لم يلتَقِمْ صبرًا لتحتقروه حُبًّا للزعامةِ

والمناصب

والمزامير الحسان..

كنتم طليعةَ موكبٍ

رفعَ المطالبَ

بعدها لمح انتصارًا واستكان..

وتصَدَّرَ الشاشاتِ مَنْ وَهِمُوا بأنفسهم مَزارعَ

من بذور الحِكْمةِ الكبرى

وبارقةِ المعان

حتى يظنَّ البائسُ المجهولُ

أن الضوءَ يختارُ الذينَ تسوَّرُوا الكاميرا

ومن قد كان دونَهمُ الجبان

لا تبطلوا ثوراتكم بالمَنِّ

إن الثائر العربي كم دفع المراكب

ثم أهملها وقد أعطى القيادةَ

للقراصنة الذين تغولوا بعد البيان..

حتى أثَرْنا ضِحْكةً عجميةً

رأتِ انهيارَ الحلم في شفَةِ الشبابِ وقد تحطَّمَ في ثوان..

لما تلاشى في سماء الشعب

ما عادت تميمتُهُ تحاكي وردةً

تعلو السحائب.. كالدهان!