سأكون صريحًا

إن سقطَ نظامٌ لن يسقط من أشعاري..

لا تسقطُ انظمةٌ أبدًا بين الأشعار

لكني إن لم أصرخْ من بين الأبياتِ ستأكل قلبي النار..

لن تصمدَ أبياتي -صَدِّق- إن بطَشَتْ بالشعب المكلومِ

يدُ الإعصار

بل إني أخشى أن تُفْرِغَ أبياتُ الشعرِ بدَهْشَتِها

وبصرخَتِها..

غضَبَ الثوّار!

لكن ضع نفسك في موضعِ كاتبِها يومًا

وتخيّل قلبًا بشريا يتواثبُ فيه الغيظُ إذا أبصرَ

وجهَ السفّاح يطل بضحكتِهِ من كل جدار

ويطالبُ أن نتقدمَ للخلفِ ويُقسِمُ

أن ربيعًا عربيًّا إن أشرقَ فالسرُّ بأن سيولاً تكمنُ

ضمن خيوطِ مؤامرةٍ إن بدأتْ تبدأ بالأمطار

وبأن جفاف الأرضِ أمانٌ لليابسةِ إذا هدّدها طمعُ الماءِ

وقد تتخابرُ كلُّ السحبِ المنثورةِ في كل نهار

ضع نفسك في موضع كاتِبِها إن أبصرَ كل دماءِ الشعبِ

أمام مناقصةٍ تتصدّرُ كل حوار

سأكون صريحًا

إن سقطَ نظامٌ لن يسقط من أشعاري

لكنَّ النقشَ الوقحَ على أجسادِ الموتى

لم يترك للصوتِ الغاضبِ

أيَّ خيار