يئِـسَ المُذبـذَبُ أنْ يلازمَ مذهبـَهْ فمضى ليرسمَ في الّدروبِ تشـعُّبـهْ
مذْ سار في كنفِ الدجنّة سادراً حتى هوى في التيه أدنى مرتبة
واستلّ منْ غمدِ النفاقِ لسانهُ يهوى بهِ .. في الظّهر غدراً يضربهْ
ولهُ لدى شتّى الجهاتِ مآربٌ متناقضٌ ..في الشرق ينشدُ مغرِبَهْ
فاذا تسامى النور.. يلعنُ ظلمةً وإذا يجنّ الليلُ يحمدُ غيهبهْ
متعقّبٌ كالذّيـلِ إثْـرَ مَنافعٍ ويبـوءُ بالخسرانِ ممّـا أعقبـهْ
متقلّبٌ بين الرّجـالِ ولم تزلْ في قلبه الأسقامُ ممّا قلّبهْ..!
متأرجحٌ ... في كفة الرّجحانِ طا ش لُبابهُ حين اقتدى بالمـُشتبـَه
متهافتٌ دون التوكّـلِ هـوّةً حين انْثنى في الوهنِ يجعلُ مِشْجبه
عشرين وجهاً قدْ عددْتُ وربّمـا قد زادَ .. سعياً أن يحصّـل مأربـه
عجباً .. ألا وِزْراً ينـوء بحملهِ أوليسَ يُجْهِـدُ بالتقلّبِ مَنكبَهْ..؟
في أيّ مرآة يناظرُ ..ويحـها غدت المرايا بالتبدّل متعبة..!
وإذا سلا للنومِ ساعـةَ غفلةٍ تجفو الوسائدُ اذْ يُعـانقُ مغضبة
ولئنْ رآك مواجهاً ألفيتهُ متهلّلاً .. والقولَ يجزلُ أطيبهْ
حتى إذا أدبرْتَ كشّرَ نابـهُ ومضى لينشُبَ اذ تغادر مخلـبهْ
إنْ ذبّ عنك فتلك محض خصاصةٍ لا لن تطولَ ..فإنـما هي ذبذبة..!
أو إنْ جفاك فقد يؤوبُ تودّدا وكذا المصالحُ ترتجي ذا مقربة
كالحيّة الرقطـاء فانْظُـرْ حالَـها يُبْـديك ملمسُ جلدِها بعض الشَّـبهْ!
ويلوكُ من خُبثِ المقالة غِيبةً حتى أقام بأكلِ ميْتٍ مأدُبة
ويمدّ من نسجِ النفاق حبالـه حتّى انبرى (بالنـطّ ) يصنعُ موهبة
إن رمتَ في صلة الصفـيّ صفاءَها إياك أنْ تـَصلَ الخؤونَ وتصحـَبهْ
إن مدّ من زيف التملقِ كفّـهُ فاقْبِـضْ على جمـر القِلى ..وتجنّبـهْ



رد مع اقتباس