سأمدحُ أشعاري بكمْ و سأفخرُ
و لو قلتُ أعواما فإني مقصّرُ

و أنتَ تجاوزت التواريخ و المدى
و ذكرك كالزيتون في الدهرِ أخضرُ

فتى القرويين الكبيرُ و نجله
يضمه في أرض الكنانةِ أزهرُ

ويا بطل الريف الذي لاح فجره
وقسورةً حمر الوغى منهُ تنفرُ

و يا جبلَ الريف الذي طار ذكرهُ
فصلّى على الهادي رجالٌ وكبروا

من المغربِ الأخبارُ و الشرقُ مطرقٌ
لقد هُزِمَ الإِسْبَانُ حَقّا تصوروا

فطوقان في الآفاق قد قامَ منشدا
وألهمَ في كلِّ البلادِ المحرِّرُ

ويا أيها الجسم الضئيل هزمتهم
لأنت كبيرٌ شامخٌ لست تقهرُ

لوجهكَ أنقى والرماد يزينه
وأوجهِ أبطالِ الخطابةِ تُنكرُ

وأنتَ فقطْ أسطورةٌ مغربيةٌ
ومثلكَ في التاريخ لا يتكررُ

نعيش بجلبابِ الأمير تشرفا
ونولدُ في دار الكرامِ ونكبرُ

وإنْ جنحوا للسلمِ فاجنحْ لها وإن
أرادوا ضروسا فالمقاومُ يعذرُ

فأين تولوا صوبهم بندقيّةً
فثمةَ وجهُ اللهِ .. اَللهُ أكبرُ

وقوفا بها صحبي عليها خيولكمْ
لعمريَ ما رَيْتُ المآذنَ تكسرُ

غرابيبُ سود الحظ تخفي فضيحة
تواري عيونَ الشَّمسِ ظهرا وتنكِرُ

أتيتمْ تجرون الحديد تغطرسا
وعدتمْ وأذيالُ الخنوعِ تجرجرُ

أتيتمْ بتخريفٍ وقانونِ غابة
و في ريفنا أسطورةٌ و غضنفرُ

برقتم و أرعدتم فأين وعيدكمْ ؟
و ها أنت يا سلفستري تتبخترُ

هنيئا بكأس الموت فاليوم ذقته
و هذا بدار العزّ كأسٌ (مشحّرُ)

خيولٌ تثيرُ النقعَ و الرعب تحتكمْ
وصار غبارُ الشكّ فيكمْ يسيطرُ

ثلاثةَ عشْرَ النحسِ وهمٌ .. دعوا إذن
هواجس ألفونصو و لا تتطيّروا

و لكنَّ ربّ العالمين مهيمنٌ
يعز بيوم من يشاءُ و ينصرُ

و من معهُ الرحمنُ لا شكّ غالبٌ
فهذه بدرٌ .. يا ترى أينَ خيبرُ؟