ما فاتَهُ ثديُ أُمِّي أكملتْ لُغَتِي
شُكراً لمُرضعتي الأولى ومُرضعتي

بالمُعجزاتِ توالى الأنبياءُ وقد
ولّوا وولّتْ ... تَبَنّى الخُلدُ مُعجزتي

إذاً أقاموا علينا الحدَّ لو علموا
أنّي وأنّكِ سِكِّيرٌ بِأُغْنِيَةِ

هم يحملونَ سلاحاً يقتلونَ بِهِ
أنا حملتُكِ للإحياءِ أسلحتي

في القصفِ تحت انهمار القصفِ لا حُجُبٌ
ولا ملاذٌ سوى جفنيكِ سيِّدتي

تقول لي قمّتا نبعيكِ تعصفهم
إذا تنَهَدَّت من صدري بِتَنْهُدتي

لا تبتئس أنا بنتُ الخُلدِ كيف أنا
أموتُ والذكرُ والأوتارُ أورِدتي

وأنت تصدحُ ملء الأفْقِ مُندفقاً
مُستشرياً كيف يطوي الحَجْرُ حُنجُرَتي

إني لأستعذبُ الأصواتَ إن نطَقَتْ
فصحى كأنَّي بأُنثى تحتسي شفتي

أحببتُها بِفُؤادٍ واحدٍ فغذتني
بالأحاسيسِ عُدوا الآن أفئدتي

وللمآتمِ والأشواقِ أدخنَةٌ
ما ضرَّها بعد أنْ طيِّبْتِها رئتي

إذا نحاكِ فتىً غرٌّ يضاقُ بِهِ
صَرَفْتِهِ وهو موقورٌ من السَّعةِ

أهواكِ إنكِ ميراثي الوحيدُ وما
سواكِ أورثَ جدي غيرَ مقبرةِ

لي فيكِ ما افتقدَ الإنسانُ في وطني
ما يفقدُ الوطنُ الدامي لأنْسَنَةِ

لي فيكِ ما انتهبَ الأوغادُ من كلإٍ
على الشعوبِ وما أفنوهُ من دَعةِ

لي فيكِ ما سفك الأوغادُ من حُلُمٍ
ومأمنٍ عِوضٌ لي فيكِ لي صِفتي

الله كم أنت لي كم أنت يا لغتي
وقد نُفيتُ هُويَّاتي وأجنحتي

علَّمْتِني الحُبَّ هل للحبِّ من ثمنٍ*
إنِّي أُحِبُّكِ يا أشهى من امرأتي
سامي أحمد الأشول
٢٥ ديسمبر ٢٠١٦م