إهداء إلى صديق ورجل لم أكن أعلم أن مثله يعيش بيننا هذه الأيام
إهداء إلى* محسن الوهبي الحربي *

ألا حبّذا بيتٌ بسلمى تجمّلا
وقفتُ بهِ مستخبرا متوسلا

أطلتُ وقوفي سائلا فيه إن يُجبْ
لما كنتُ أطولتُ الوقوف لأسألا

فإنْ تكُ قد بُدّلتَ ودّي خالدٌ
وإن كلّ شيءٍ في الحياة تبدّلا

بجدارنِكَ البيضاء ماءُ مباهجي
وحبُّ لسلمى في فؤادي تغلغلا

يمرّ على أفكاري السود نفحُها
وأطيابُها تأبى بأن تتمهلا

ويلعبُ بالمشغوف لمعُ خيالِها
فإنْ يدنُ جذلانا سأهفو مقبّلا

تجدّدُ لي من خدِّها عهدَ صبوتي
فأقبلُ مبهوتًا لها متذللا

كأنّ سليمى أغنياتٌ تحثّني
بأنْ أنشأ الأشعار أو أتغــزلا

وفي جيدها المائي تصفو خواطري
وكلّ جديبٍ من خطاها تبلّلا

من البيضِ تبيضُّ المنى بحديثِها
وتُبدي لنا ثغرًا عن الماءِ أذهلا

فتنحتُ بالبسماتِ في الجو فرحتي
وتفتحُ أبوابَ الولوعِ لأدخلا

أوجّهُ صبواتي لها وتلهفّي
فتصدفُ سلمى عفّةَ وتدللا(1)

أحبّكِ يا سلمى ولستُ مفسّرا
هوىً في ضلوعي كم غــزاني وكبّلا

وأعلم أني لا أريدُ سلوّهُ
فهاكِ اسكنيني منــزلا ضمّ منـزلا

كما ضمّ حاجاتي فتىً ذو سماحةٍ
منازلهُ في ذروة المجد والعلى

يقرّبُ أميالًا برأيٍ موفقٍ
ويلهمني عـزما لكي أتحولا

هو المحسنُ الوهبيُّ بعضُ هباتِهِ
إذا فُرقّتْ أروى بها سائر الملا

وفخرُ معدٍّ حين يفخر فاخرٌ
ستلقاهُ قرْما ماجدًا ومبجّلا (1)


يبادلني صفو الودادة والوفا
ويسقي براري الروح إن كنتُ ممحلا

وكل قبيلٍ كم تمنّى لو اعتزى (2)
إليهِ ليزهو شامخًا متفضلا


أخو ثقةٍ من آل حربٍ تنفّعتْ
خلائقُ شتّى حينَ أعطى وأجزلا

تعلّمتُ منهُ أنْ أبرّ بصاحبي
وأنْ أدركَ الأمر البعيد وأعقلا

وللجودِ في معناهُ ألف قصيدة
وما احترتُ فيها لو أردتُ تمثلا(3)

يباغتنا معروفُهُ دون منّةٍ
يراعي تراثًا من أبيهِ مؤثلا(4)

هو السيّد الغطريفُ سهمُ عطائهِ
سيبلغ ذا سيفٍ ويدركُ أعزلا(5)

لقد كنتُ قبل اليوم أعذلُ شاعرًا
بمدحتِهِ خير القصيد تنخّلا(6)

فلمّا عرفتُ الجود من محسن الندى
عصيتُ الذي قد جاء عندي ليعذلا

وقلتُ لهُ قصّرتُ جاءتْ خلالُه
أعـزّ من المدح الجـزيل وأطولا