الآن يخرجُ من قاموسِه كمدا
مفتّشا عن كلامٍ لا يخونُ غدا

في صدرِهِ كان يستلقي الكلام ُأسىً
وصوتُه ُفي مرايا حزنِهِ انغمدا

خطاهُ لا تـُقتفى في الوهمِ خطوتُهُ
في عينهِ ثوبُ حبٍّ لونهُ بَرُدا

مرّت قطاراتُ وعدٍ فوقَ نبضتِهِ
ولم يمتْ نبضُهُ إذْ ضنّ من وعدا

هو الجوابُ وتستحييهِ أسئلةٌ
مقيمةٌ في لظى أعصابِهِ أبدا

تقوّسَ الطينُ من يأسٍ يفتّتُهُ
ومن شواهق حزن تسحقُ الجلَدا

يا ليلهُ المستديرِ السيرُ أتعبهُ؟
كيف الخروجُ إلى صبحٍ يمدُّ يدا

السعدُ أعلى مكانٍ لم يزرهُ فهل
يخافُ لو قلبُهُ في خلسةٍ صعدا؟