إلى "عَقيل" ذلك الطفل اليمني.. الذي ماتَ جوعاً في أرض الهلال الخصيب!..

مََحْمولا على دموعِ أبيه..

أمشي على جَمْرِ البلادِ مُمَدَّدا
وأسير فيكَ مُمَزَّقاً ومُهَدَّدا

نَعْلي ترابي والحضارةُ مَوْطِئي
وَيْحَ الحضارةِ إذْ تَبيعُ الأَمْجَدا

سَبَأٌ أنا والقهرُ يَرفعُ أسْهُمي
لأعيشَ في عدنِ البلاءِ مُجَرَّدا

ابْنُ اليمانِ وحزنُهُ ومَضاؤُه
وعدُ السماءِ بأنْ أموتَ مُخَلَّدا

صنعاءُ ركبي والدماءُ مواكبي
ولهيبُ تَعْزٍ لم يَزَلْ مُتَوَقِّدا

يا طبُّ ما ضرَّ الشقيَّ هُزالُهُ
فانظرْ فؤاداً بالحنينِ تَوَرَّدا

يا طبُّ جئتك حافِياً ومُؤَمِّلا
بإلهيَ الرحمنِ كيْ أَتَزَوَّدا

يا طبُّ هلْ تدْري فَجيعَةَ مُسْغَبٍ
طَعِمَ الكرامَةَ عَلْقَماً فَتَشَهَّدا

وأتى يَضُمُّ وليدَهُ في مَشْهَدٍ
أبْكى الملائكةَ الكرامَ وأرْعَدا

ماتَ الغلامُ ولمْ يَمُتْ أعداؤه
وجثى الطبيبُ بعجزِهِ وَتَنَهًّدا

ماتَ العقيلُ فَكَيْفَ أعْقِلُ موتَه
ماتَ البهاءُ ولنْ يُضيءَ مُجدَّدا

ماتَ النَّضيرُ ولنْ يُخَضَّبَ كَفُّهُ
ماتَ الأميرُ ولنْ يُبايَعَ سَيِّدا

وأنا الذي لعنَ الدموعَ.. ونهرُها
يجري بِصَدْري مارِداً مُتَعَرْبِدا

صمتي يخونُ تَلَعْثُمي والحرفُ لمْ
تَجْرِ الشفاهُ بهِ ولنْ يَتَمَرّدا

ما ماتَ طفْلِيَ إنَّما صعدَ السما
ليواكبَ الأطيافَ في فيضِ الهدى

هيا صغيري قمْ لِنُوْقِدَ شمعَنا
يا فَجْرَ عمْري عدْ لنا وارْفعْ يَدا

وأشِرْ بها نحوَ التلالِ ومنزلٍ
كانت ليالينا تُدَثِّرُهُ النّدى

يا ابنَ البكاءِ وندبَهُ ونَشيجَهُ
يا ابْن الرجاءِ ونبْضَهَ.. كنْ موْعِدا

لسنابلِ القمحِ الشَّهِيِّ وَعودِهِ
لصلاتِنا في موْطنٍ مَلأ المَدى

لِربوعِنا قد لَفَّ ساعدَها الهوى
لِتُقَبِّلَ الأفراحُ نصرًا قدْ شدا