(إذا ميز الرجل المرأة بين جميع النساء فذلك هو الحب , إذاأصبح النساء جميعا لا يغنين الرجل عن ما تغنيه امرأة واحدة فذلك هو الحب .,إذا ميز الرجل المرأة , لا لأنها أجمل النساء , ولا لأنها
أذكى النساء , ولا لأنها أوفى النساء , ولا لأنها أولى النساء بالحب , ولكن لأنها هي , بمحاسنها وعيوبها , ذلك هو الــــــحب ... )


في قصة ( سارة ) .. سجل الأستاذ العقاد هذا المفهوم للحب , وهي تعد وصفا شفافا لمفهوم الحب بين الرجل والمرأة ...أي أن الإنسان كان ولا زال يبحث في إجابة سؤال يقول : ما هو الحب ...؟

حتى بات اللفظ يتردد في داخل كل منا أحيانا ..دون أن نتأكد من معناه , ومماجعل بعض الكتاب يحاولون توضيح بعض مشاعرنا وترجمتها حتى نفهم أنفسنا , ونحن بالفعل لا نفهم مشاعرنا في أحيان عديدة ..

فما نظنه حبا ..قد يكون هروبا من دائرة الملل ..أو الخوف ..أو الوحدة ... أو الفشل .., ولكن دونما شك من يحب إنسانا ينتظر لقائه ملهوفا..ويأنس للكلام معه دون الباقين .. ويهرع عائدا إليه ..هو وحده يشكو إليه متاعبه ويفضي إليه بنقاط ضعفه التي لا يستطيع البوح بها للآخرين ..فالمحب لا يخجل من إظهار مايضعفه في حياته أمام الحبيب . كما أن من علامات الحب الحقيقي..الرغبة المستمرة في وجود صلة تفاهم وحوار لا ينقطع والرغبة في إسعاد الطرف الآخر ولو بتقديم ما يفوق الطاقة من تنازلات والعفو عن الأخطاء قدر الإمكان , والعودة بعد الخصام إلى علاقة أقوى وأشد مودة ورحمة . إن الإنسان كائنا من كان ...لا يجد سعادته وراحته إلا إذا وجد إنسانا تجتمع فيه شمائل الصداقة , بما فيها من حسن الإستماع وإبداء الإهتمام ومشاركة الشعور , لذلك فإن الزوج يعيش قمة السعادة أحيانا مع امرأةعادية جدا في كل شيء ومتفوقة في شيء واحد هو ..: فن معاملة الرجل كإنسان وليس بمفهوم الأنوثة والرجولة الشائعين ..*! ولكن قدرة المرأة على احتواء هموم الرجل وقضاياه , وعدم مللها مما يهمه , وإجادتها للإستماع إليه وعدم مقاطعته أو إضهار التبرم بأرائه , هذا التصرف البسيط يبني وجوده صروحا , وغيابه يهدم أسرا وبيوتا ,

وليس صحيحا أن الرجل باحث عن الأنثى في المرأة فقط ..الصحيح إن الإنسان رجلا كان أو امرأة...باحث دائم عن الصديق , في نصفه الآخر ..فقد يبهر الرجل في انوثة إمراة ..ويفاجأ بوجود حاجز نفسي وشعوري بينهما , فهي لا تفهمه ..أو لا تريد أن تفهمه .. وهي مثلا مغرورة ..وهي لا تجيد الاستماع في المواقف الحرجة ..وهي تجيد صناعة الطعام بأصنافه , ولكنها لا تجيد معاملة الرجل كإنسان يريد أن يستظل بظل مشاعرها من تقلبات الأيام .. إننا جميعا نحتاج لمن يثري أيامنا بمعاني الدفء ..فليس الحب المتوهج هو هدف الرجل أو المرأة ...
ولكنه الدفء المتزن وهو ما عبر عنه القرآن الكريم ( بالمودة والرحمة ) فإذا وجدنا هاتين الصفتين في إنسان ...رجلا كان أو امرأة ..إشتدت حاجتنا إليه , وأصبح هو المفضل في نظرنا عن غيره . فلا علاقة ناجحة دون ( المودة والرحمة ) سواء أكان علاقة رجل بامرأة أو في أي علاقة أخرى .