هذا يوم جديد , والشمس في بلادي أكثر إشراقاً وأحن دفئاً
لست أدري , أنحن في استقبال ورقة من تقويم الزمن أم في توديع أخرى .
كلّ شيء حولي يذكرني بالإحباط ...
أخبار الساعة الثامنة , لا زالت أرضي تئن , وعصر الرجال تاريخ في مخزن مُهمل.
هل سنبقى في عتمة سحرية سرمدية المدى ؟
ما ذا تعني الحياة إذن ؟
ربما تعني الحياة,شارع ممتد ..... تعبره كل صباح ,
و دون ما انقطاع ,امرأة ما ,تحمل خبزها و بيتها في سلة.

ربما تعني الحياة:
حبل مشنقة ,يكفي لانتحار رجل ما,من على غصن ندي يتدلى.

ربما تعني الحياة ,
خطو تلميذ صغير يعود متعبا للدار في المساء .

أو ربما نظرة غائمة بين عابرين,
و ابتسامة لا معنى لها,
تتبعها تحية مقتضبة.
ربما تعني الحياة,
تلك النظرة الخاطفة المحتبسة,عندما تُفنى نظرتي المتيّمة ,
في إنسان عينيها بغتة.
أو ربما أيضا تكون, ثمّة إحساس دفين , أودعه , خلسة , في وعي القمر,و جوف تلك العتمة الحالكة..
ربما الحياة هي تلك الطفلة التي تموت كلّ ليلة بقبلة واحدة , وفي الفجر تولد من جديد بقبلة أخرى...
لست أدري , ماهي الحياة إذن ؟
سبحانك ربي , وتأتي لحظة حقيقة , بوق الإذاعة ,
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ..
"ولا تحســبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"
صدق الله العظيم
الشهادة أم النصر إذن , هي الحياة الحقيقية .