رحلت إشراق كما يرحل الضوءُ في آخر النهار، فجأة، وبهدوءٍ موجِع، وكأنّ الحياةَ قررت أن تنتزع منها وهجها،ومنا إِشْراقها وتتركنا في عتمةٍ صعب ان نخرج منها.


الواقعُ بدا غريبًا، والزمنُ توقّف في لحظةِ وداعٍ، لم نحظ بها، لمن كانت تملأ المكان بهجة وأملا.
كنت أظنّ أننا نمتلك كل الوقت، وأن إشراق ستظلُّ تُنيرُ أيامنا... لكنّها رحلت.


وفي غيابها... انكفأتُ على الورق، هاربة من الصمت، ومُحاولًة أن أرتّق جُرحًا بالحروف، أن أستعيد إِشْراق من بين شقوق الذّاكرة، أن أرسمَ ظلّها في النصوص...
كتبتُ عسى الكلمات تواسيني، وتحتوي ألم قلبي.


هذه الخاطرة ليست رثاءً فقط...
إنّها بكاءٌ مكتوم، وحنينٌ موجِع، وصلاةٌ على هيئة كلمات، لأجل إشراق التي غادرنا جسدها، وبقيت هي فينا بكلّ حضورها.

بقلم بشرى.
إشراق هي صديقة ابنتي وبرحيلها رحل جزء مهم من قلب ابنتي.

كلمة شكر إلى الواحة الأدبية:
إلى الواحةِ التي احتضنتْ جُعبةَ قلمي حين ضاقت بي السُّبل،
إلى هذا الفضاء الذي منحني مساحةً لأبكي بالحرف، وأتوارى خلف الكلمات دون حرج،
إلى أميرها النبيل، وإلى أدبائها وشعرائها الذين ينسجون من الحرف حياةً أرقى...
أرفع إليكم امتناني العميق، وامتلاء قلبي بشكرٍ لا يكفيه النّص،
فلولا دفء هذه الواحة، لما استطعت أن أفتح جراح الحنين على الملأ، ولا أن أواسي نفسي بمدادها.
واليوم، أكتب عن إشراق... عن الوجع الذي لا يُروى، عن الغياب الذي لا يُعالج.
هي مرثيات لا أراها نصوصًا أدبية قابلة للتداول أو النقد، بل بوحٌ نازف، وخطوات حزينة على حافة الذّاكرة.
لذلك، ألتمس منكم – بكل محبة وصدق – أن تتركوا مرثيات إشراق تمرّ بصمتٍ،
فالحزنُ لا يُعلّق عليه،إنه فقط يُحتضن، ويُترك ليكمل انكساره في هدوء.

رجاء، ادعوا لها بالرحمة والمغفرة ولجميع موتى المسلمين.