ما بين أهدابِ النّأيِ، وجفونِ الحنين بدايةُ سفَرٍ طويل ،ونهاية تساؤلاتٍ تورّمتْ أطرافُها من انتظارِ أجوبةٍ تدغدغُ علاماتِها المُتراميةِ هنا وهناك .فمتى يا تُرى ستتبدَّدُ غيوم الصّمْتِ ا لحَالمِ في دمي وتعودُ شمسُ أقلامكَ إلى قوافلِها توزِّعُ نورَ البوحِ على مرافئي؟ ليفيقَ الهمسُ الغافي في مخابئِ الإهمالِ و يشعل بالشّروقِ فتيلَ كَلامٍ منسيٍّ على رفِّ الذَّاكرةِ ،فيلمَّ نزفَ جرحٍ بِشدوِ حرفٍ، دُوّنَ ذاتَ عشقٍ في تلافيفِ القلب، ويمحو أثر سطورٍ...أضْحَتْ في غيابها ترسم ملامحَ غربتي، وصرتُ أبحث في حضورها عن الوطن .. أتذكر؟
كان البوحُ بيننا مناصفةً بنبضٍ واحدٍ، وكانت نظراتُه العاشقةُ تلقي بظلالٍ من البهجةِ على وجهِ الأسطرِ....وورودُ همسِكَ كانت مطراً يُلبسُ حقولَ ذائقتي أرديةَ ربيعٍ اخضرَّتْ به سطوري زمنًا .....وما زال عبقُها يعطّرُ الذاكرةَ كلَّما داعبَ الحنينُ نسيمَ الذِّكرى .فلا تحسبنّي أبكي على الماضي أو أقفُ على أنقاضِهِ، فمازال في الأعماقِ ذكرياتُ نبضٍ، يأتيني رجعُ ندائِهِ بأصواتِ حروفٍ ..... تركت لي بعض رصيدٍ من الحبّ والفرح ......

بقلم :بشرى العلوي الاسماعيلي