يامرحباً بمشاكسٍ جلبَا
عطرَ الغرامِ يشاكسُ الأُدَبا
قرأَ الذي قد قلتُ من شغفي
في وصفِ لحظٍ فاتكٍ فَكَبَا
كُسِرَت زجاجتهُ وقد سقطت
منهُ ففاحَ العطرُ وانسكبا
شمت عبيرَ العطرِ واشتبكت
أبياتُنا فتشاكست طرَبا
هذا فديتكَ وصفُ مقلتهِ
شعراً فكيفَ إذا رنا فَسَبا
إن شاقكم وصفي لرؤيتهِ
فانظر يمينكَ كي ترى الهدبا
أو كنتَ في فعلِ العيونِ بنا
شاكاً فجرِّب رأيَ من كتبا
انظر الى المرآةِ منفرداً
ركز قليلاً كي ترى العَجبَا
ماذا جرى ؟ إني لأجهلُهُ
فانثر فنونكَ لاتدع كذِبا
قالَ انثنى سهمي ليرشقَني
نحوي منَ العينينِ قد وثبَا
فأصابَ خدي إذ نظرتُ لهُ
فاحمرَّ حتى خِلتُهُ عِنَبا
ومضى إلى قلبي يشوقُهُ
حتى تشوقَ للهوى وصَبَا
رشقت سهامُ العينِ صاحبَها
إنَّ العيونَ لتجهلُ النسبَا
أفدي التي جاءت تشاكسُني
هذي وربي حقها وجبا
أبياتُ شعرٍ سوفَ تقذفُ بي
لهوى مشاكسةٍ نما ورَبَا
وففت على الأشعارِ والتفتت
نحو اليسارِ تقلدُ الخُطَبا
خطبت بساحتِنا تشاكسُنا
والوردُ أقفلَ ثغرهُ وأبى
قدجاءَ معتذراً فقلتُ كفى
قلبي عنِ الأزهارِ قد حُجِبَا
مافيهِ عطرٌ قد تحسُّ بهِ
وردٌ صناعيٌّ سما كَذِبا
يرمي بألفاظٍ يجاملُني
إنسخْ وألزقْ كلما غضِبا
والثغرُ قبلَ خطيبِنا خطبا
من شهدهِ ثمِلَ الذي شرِبا
والأنفُ مثل السيفِ معترضٌ
في الوجهِ للعشاقِ قد نُصِبَا
والشعرُ أحمرُ ما طلتهُ لنا
بل من دمِ العشاقِ قد خُضِبا
أبصارنا تجني محاسنَها
ففؤادُ كلِّ فتىً لها وثبا
نظرت إليَّ بعينِها شزَرَاً
في رقةٍ لا أعرفُ السببا
ياهل ترى كم ماجدٍ قتلت
إنَّ الغرامَ ليقتلُ النُجُبا
كم من غريقٍ في أنوثتِها
كم من محبٍّ يكتمُ الأرَبَا
كم من أسيرٍ في معاركِها
كم من شجاعٍ آثرَ الهربا
ياقومُ قد أَهديتُ صاحبَنا
لقبَ المشاكسِ فانشروا اللقبا



رد مع اقتباس