طول انتظار
ها أنا أبحر فيك يا زمني الجبار
أتيه كما كتب على غيري
ربما لم تكن سفينتي لتبلغ البحار
لكنني رفعت أشرعة القناعة والاصطبار
ورميت على الجزر العتيقة كل شباكي
كانت متلفة رثة
لكم علقت بها أسماك ولآلئ ومحار
لكنني أعدتها دون أن يكون لي أي اختيار
لم تكن سفينتي لتحمل غيري
حتى أمتعتي أشيائي
وأجدني ساعات وحدي دون سمار
أرى السفن تسير تجيء وتذهب
ترسو على جزر
وأحياناً تغوص في الأغوار
وكنت قد رسوت على جزر سنين طوال
لكنني ما برحت أن تركتها للدمار
لم يكن لي من القوة أن أدافع عنها
فقد كانت كمدينة بلا أسوار
وأخرى هجرتها
قد يكون لصغرها أو بعدها ...
لا أعلم فقد سلبوها في وضح النهار
وغيرها من لم أصلها
حتى أن أطرق عليها أن أدنو منها
لكنني أحسست بقربها بالأمان
وشممت على بعد عبق الأزهار
وأخرى سمعت عنها
لكن ... ترى أأعود لإحداها ؟؟
أأمر بأخرى لأرسو عليها ؟؟
كي أرتاح من هذا الدوار
في شاطئ لا يعرف الرحمة
وما خبرته أنه معي غدار
أجد حولي حيتاناً ووحوشاً وقراصنة
لا أفرق بينهم
ولا خبرة لي في كشف الأسرار
فكيف لي أن أسير في بحر
يخبئ لي أهوالاً وأخطار
كيف أبحر في أمواج تعتريني
تقذفني إلى حيث لا أدري
وشيء فشيء تمزق أشرعتي
تعطل دفتي تغير علي المسار
ودون هذا برد البحر يؤذيني يشلني
ووحشة الليل تؤرقني تتعبني
ولا أجد ضوء حولي ينار
وأكثر ما يؤلمني طول الانتظار
سوى أن ما يؤنسني
هو نبض قلبي بذكر الواحد القهار