السّلام عليكم أخ أحمد ... واسمح لي بالتّعليق على ردّكوأن يرى البعض أنه كان على الزوجة ألا تستسلم ، حتى لو كان يهددها بفقء عينها ، ربما ألتمس العذر لها ، وأقول أنها كانت مضطرة ، لكن عندما أضع نفسي مكانها ، أجد أنني لن أتخذ ذات الموقف أبدا ..
مؤكّد أنّك لن تتّخذ نفس الموقف الذي اتّخذته الأمّ؛ لأنّك رجل!
القصّة بيّنت أنّ الغريزة الأموميّة مستعدّة للتّضحية بالغالي من أجل إنقاذ الأولاد... والغريزة تحكمها العاطفة هنا، وفي موقف صعب جدّا- نكون أو تكون الأرض - تفكيرها ارتبط بلقمة العيش في الحاضر، والمأزق حجب عنها الرّؤية المستقبليّة - مع أنّ الزّوج هو صاحب الفكرة الأولى للبيع، وأراك لم تحاسبه - لأنّها لا تضمن مستقبلا معيّنا مع هكذا مأساة تعيشها! وأنت هنا تفكّر برويّة، وتحاسبها على تصرّفها الخاطئ، وأنّه كان الأجدر أن تتمهّل وتتحمّل... ومن الممكن أنّني وغيري نؤيّدك الفكرة، ونحمل نفس المبدأ في عدم التّخلّي عن الأرض مهما بلغت الأسباب، وكلّي ثقة أن كاتب النّصّ الأخ سمير ينادي بنفس المبدأ، ولكن نحن في التّحليل والنّقد نتعامل مع معطيات داخل النّص، وليس ما نحبّ أن تكون عليه الأحداث. هكذا جاء النّصّ! فتصرّف الزّوجة الأمّ جاء مرتبطا بالأحداث، ولم يكن مسلوخا عنها... الحبكة قويّة، والعلاقة بين الأحداث سببيّة وواضحةإ والقصّة وصفت أحداثها مأساة اجتماعيّة خطيرة سببها إدمان السّموم التي قد تؤدّي أحيانا إلى ارتكاب جرائم قتل وسرقة واغتصاب ... ومن ناحية المبدأ إذا وصل الأمر حدّ ارتكاب جريمة من أجل شراء السّموم، فليذهب هو وأرضه إلى الجحيم، ولا تزهق أرواح أبرياء تحقيقا لرغبتة في تلبية أهوائه الفاسدة... عشرات الجرائم ارتكبت من قبل سفلة مدمنين؛ كي يحصلوا على المال لشراء السّموم...
شكرا للكاتب والقارئ...
تقديري وتحيّتي