صباحاتي
- 1 -
صَباحي ؟! وما يكون صباحي ؟!
وما يكون صباحُ الغريب النائي عن رَحِمِهِ منذ ثماني عشرة سنة ! ثماني عشرة سنة لم أشرب قهوتي من شـرفتي العاليــة وأنا أقرأ قل هو الله أحد ، وأنثرها على بيوت مدينتي الحبيبة النائمة ..اللاذقيّة !
ثماني عشرة سنة لم أكحل عينيّ بشموّستي التي كانت تغازلني كل صباح برمشها الطويل من وراء الجبال الشرقية !
ثماني عشرة سنة وأنا ظامئ لـ ( الله يرضى عليك يا مَرْضيّ ) من فم أمّي وهي تتناول من يدي صينيّة ( الفتّة ) الصباحيّة التي طالما فاجأتُها بها !
ثماني عشرة ، ويْ ! لم أملأ صدري برائحة الكورنيش الجنوبي صديق الطفولة والشباب ! ولم تعبق بأنفي رائحة ( الحرش ) الحبيب !
ثماني عشرة سنة ، وصباحي تحية من جَملٍ أعجم أو ناقةٍ بلهاء ترجوهما سيارتي كي يتنحّيا عن طريقها لتصلَ بي إلى الجحيم ! ثماني عشرة وصباحي تخنقه رمال الصحراء اللئيمة !
ثماني عشرة سنة بصباحاتها ظمأ ... ظمأ.. ظمأ وسعي وراء جزرة مربوطة بيد السراب !!
فمتى الإياب ؟!!