لص محترف
.مبعثرة أنا ،.شَريدة ،تَــائِهة وسَط عَتمة جَفَاف اللّغة..
ريـَاح الخَريف تعْصف بِربوعي،حروفي تتََساقط طَريحة مـمَزقة..
حتّى بقَايَاها مَفْقوده؛ أحَدهم أخَذها و اخْتفى..
مَاهو إلا لِص محتَرف هَذا الذي يَسْرقها مِن بيْن ضلوعي، مِن جَوفي..
لَم يَشْفع لَها و َهي تَحبو ...
نعَم مازالت تحْبو في رحِم الأبْجَد و َالهَوز تتَعلم المَشْي..
هِي في طَور التّكوين لم تبلغ أَجَل النّضْج
لَكِنّها يانعة، دانية كحبات الكرز .
شامخة باسقة كالنخلة..
كقَصب السّكر تقطر عَسَلا إنْ أَدنَيتها من شفتيك..
دَافئة،منْسَابة كَوَهج الشّمس تغَازلك بدِفئها إِن لامَست قَلبَك..
عَذْبــَة،شَهية،رَغْوة خَمري،زَبد لَحظاتي الفَانية،أمْواج صَفحتي الآَتية..
عقَارب عمْري ،نَوائِب دَهري،مَنَارتي هِي و الدّليل.
فِي غَفوة الصّحوة هي َعاشِقي وَ كأس أنتَشي بِها عِناقنَا الشّهي.
فِي صحْوة الخلـوة هي سَفِينتي و شِراعي، فَأسافر لأَكتَشف قَارات وجَع خَفِي..
حبْلى أبْجديتي ، حُبلى بِوجعي ، دمْعي، فَرحي..
و الجَنين حَرف بلْ تَوائم أحْرف متَماثلة، متعدّدة، سِيامِية ،و مِن شَبَهها أرْبعِون..
و سَارقها بقَلبي حَط يَوما ثمّ مَضى،أو سَاحِر ربمَّا...
اِشْتهَى طعْم النّبيذ فمِنها ارْتوَى،
حَبــّات عنِب جَنية التَقمَتها شَفتاه..
نَسَمات صَيفية التَهمَتها رِئتـــَاه ..
سَرقها لربّما مِنها مَا اكْتفى..
أوْ أراَدها تذكَارا او ميدالية يضمّها إِلى رفوف انْجازاته و بطولاته
في اخْتلاس الحَرف من نبضِ الطّريدة،محترف سََارِقي محَْترف..
فَيَا ليتـَه تمهّل حتّى تكْتمل الوِلادة، فـَلربما تنْجب أوْردَتي قَصيِدة..
و مِن القَصيدة تنْسج آلافَ الحَكايا،تَاريخ حَضَارتي،و مَرايا كثِيرة متَعدّدة الزّوايا