حياتــي سعــدة أنا ..ومليحة ..
حباني خالقي ببستان ورود مترع بالأناقة ..محدود في المكان ..ممدود في الزمان ..
منذعقدين ؛ متعاقدين..مازلت أحرثه..لكنني أعجز عن قطف ثماره..
كل يوم تهطل أمطاري أنا عليها..وهبتي كانت غزيرة كل سنة ..وأحمد الله ..
تستقبل الأزهار المتعددة؛ المفتقة فطريا؛ المطر رذاذا فتنتعش..تقوى الزخات تدريجيا..لتشرع كل منها في التميز بلونها ؛ ونضارة شكلها..أتابعها ..أسقيها..أقوم اعوجاج سويقاتها..
وكل يوم أتجول بين خطوطها؛ولاتسمح لي أناقتي لا بمسها ؛ولا باشتمام رائحتها..أو قل يداي قصيرتان..ذراعاي بطول أصبعك ..
كل يوم يأتي إنسان جديد؛ متخفيا؛ينتقي واحدة..
وأنا في غفلة ..لاأعرف أالمقطوف.. أذكر كان أم أنثى ..ولكنه دوما يترك بذرته..لتنبت السنة القادمة تلقائيا ..وتبقى أجياله متواصلة ..
ولم يسمح لي الزمن في حياتي إلا بواحدة..اخترتها نضرة؛ناضجة ..
ولكنها همست في أذني :
ــ الا تسمح لي حتى بالاستمتاع بوقتي ..؟؟مازلت أنعم بالحياة ..؟؟
فزجرتها قائلا؛وهي أول وآخر خصومةمع فصيل الورد:
ــ مكانك حتى ينتشلونك ذابلة أو تيبسين ..ثم تصيرين ترابا..تدوسك الأقدام ..
همهمت .. ثم زمجرت..ثم قررت أن أغمض عيني؛وأقف وسطهن ..
وقطفت دون مبالاة ..؟؟
وما زلت سعيدا..قدمت خدمة للقاطفين..وسجلني بارئي من العاملين ..