الإخوة والأخوات أعضاء ملتقى رابطة الواحة الثقافية:
الأحرار والأبرار من أبناء الأمة الصامدة:
أيها الشرفاء في كل مكان:
لا يزال يتعرض شعبنا العربي المسلم المناضل في فلسطين الصامد بشموخ الجبال لهجمة شرسة تلو هجمة شرسة من قبل عدو طاغ متجبر متغطرس قد أعماه حقده الظاهر على الأمة وطغته آلته العسكرية فأصاب بقذائفه البشر والشجر والحجر فلم يبق ولم يذر. وللأسف فقد غدر الأمة والشعب من غدر فكأن ابن العلقمي عاد في نفوس لا تعرف إلا تجارة الدماء والمقامرة بنفوس وحياة الأبرياء ومحاربة الثوار الشرفاء.
إن ما تمر به فلسطين عامة وقطاع غزة الصامد خاصة من هجمة بربرية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأمة حتى تكدست الجثث فوق الجثث وامتزجت الدماء بالدماء واختلطت الأشلاء بالأشلاء كل هذا إلى جانب حصار ظالم ومحكم ليس من قبل عدو باغ فحسب بل ومن قبل عصبة غادرة ظالمة تقبع في جحر الضب وتنتهز كل فرصة لتتاجر بالقضية وبدماء شعبها ، حتى لقد وصل الحصار حدا همجيا لم يبق معه أي معنى من معاني الإنسانية في أقل درجاتها مما لا يحتمله حتى الجماد. وليت شعري كيف يمكن لحر من أبناء الأمة أن يتابع بصمت أو بعجز أو بغير اهتمام ما يواجه أهل غزة القابضين على الجمر الذائدين عن حياص الأمة الحافظين لها عزتها وكرامتها وما يواجهه أطفال غزة من تجويع والشيوخ من تذليل والنساء من تنكيل وتثكيل والرجال من قمع وتقتيل ، وكيف يمكن لحر مسلم أن يصمت عن كارثة إنسانية لحقت بشعبنا وأهلنا في القطاع الحبيب خاصة وفي بقع أخرى من بلادنا العربية عامة حتى رخصت فيها الدماء وهانت النفوس وخانت العروش حتى قضى أساود الأمة الرابضين بشموخ وعزة على ثغور الأمة ورباط في الأرض المقدسة وحتى قضى المرضى من فقدان الأدوية وغرق الكثير في مياه الصرف الصحي وبات كل الشعب في ظلام دامس حتى لقد عز أن يجدوا أكفان موتاهم وشهدائهم الذين يقضون صباح مساء إما بنار العدو وقصفه وإما جراء هذا الحصار الغاشم.
وإننا في رابطة الواحة الثقافية لنقف وقفة المساندة والمشاركة مع شعبنا وأمتنا ضد هذا العدوان السافر وهذا الحصار الجائر وقفة أحرار لا يكتفون بالشجب والتنديد أو المشاطرة شعرا ونثرا فحسب بل ويتعدون ذلك لحركة مقاومة للحصار نرجو أن تتجسد على الأرض كل في موقعه وبما يستطيع من وسائل النصرة والمساندة. ومن هذا المنطلق نهيب بكل أدبائنا الكرام الذين ينشرون إبداعاتهم في ملتقى رابطة الواحة تجريد حد السنان والانتصار للأمة ومقدراتها ولو بالكلمة الصادقة شعراً ونثراً وتوضيحاً وتعضيدا ، ونهيب بالجميع أن يتحركوا بشكل فاعل وصادق لتأسيس حركة فاعلة على الأرض بمساندة إعلامية ومادية وشعبية . إننا في مثل هذه المواقف التي نظن أنا عاجزين عن أكثر من كلمة تنديد أو دعوة تأييد لأجدر بنا أن لا نحقر من المعروف ما نستطيع من نصرة ولو ببعض كلمة حق وانتصار وثقوا بأننا أقدر على أكثر من ذلك وأجدر أن لا نصمت على أذى أو نخنع لظلم وجور.
إن العدوان الآثم والمتصاعد ضد شعبنا في فلسطين واستمرار هذا الحصار الجائر وتواكب هذه السلسلة الاستعمارية ضد الأمة تجتاح الأوطان والسكان وتحتاج من الجميع إلى إبراء الذمة كل بما يستطيع فليكن من غير الصمت قراكم لأهلكم وأوطانكم. هي دعوة واضحة لنلتزم في هذه المرحلة الحرجة كلمات التنديد ومشاعر التأييد مع المجاهدين هناك على تراب الوطن الذائدين عن كرامة الأمة فلا يكن منكم إلا ما يليق بالكرام.
وها نحن نفتتح قسما مخصصا لهذه الحملة التي نطلقها بقوة اليقين بالله والثقة بأهل دينه لنصرخ جميعا " لا للعدوان" و "لا للحصار" ثم لنعمل معا لوضع وسائل وآليات فاعلة لمقاومة هذا الحصار حتى يتم رفعه إن شاء الله سواء بالكلمة أو بالفعل أو بغيره. هيا لنكن جميعا أهل ذمة ولنقف وقفة رجل واحد بهمة انتصارا للأمة فما عاد هناك مكان لصمت أو تجاهل للحال إلا في نفوس الخائنين.
الله مولانا هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ، وثقوا بنصر الله وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا.
د. سمير العمري
رئيس رابطة الواحة الثقافية