أنثي وحسب
اننا معشر الرجال نخطئ أكبر خطأ حين لا نري هذا الكيان الرائع المسمى بالأنثي بعين الصواب ، فهذا الكيان الرائع وتلك الكتله من المشاعر والرقه والحنان ورهافة الحس يجب أن ينظر إليها بمنأي عن الجسد الفتان الذي صيغت فيه من لدن مبدع الخلق والذي احسن كل شيئ خلقه ، هذا لان جزء الجسد بتفاصيله التي أبدع كثيرين في وصفها إنما هي جزء يسير مكمل لجمال أنثوي آخاذ ينبع من كون الأنثي أنثي وحسب ، بما أفاض الله عليها من نعم تتمثل في رقة المشاعر وورهافتها ، وفيض الحنان ، وصدق المحبه ، وعذوبة السريره ، وكمال الوفاء،
الأنثي بطبيعتها تتدفق حنانا ، وتتسامق رقة ، , هي إن لم تخالط من الذكور الكثير تبقي علي حالها ، المشكله هي في أختلاطها بعالم الذكور سواء أكانو اخوه أو في مجال العمل كما يحدث كثيرا ، وهي لشدة شفافيتها ونصاعة صفحتها ، تتطبع سريعا بطباع الذكور وتفقد الكثير من مقومات تميزها فتضحي بين بين ، فلا هي حافظت علي قدر العذوبه الذي يتفجر من قلبها ونفسها الرقيقه ولا هي أصبحت كالرجال في عنفوانهم وشدة بأسهم ، كثيرا ما نشاهد أثر هذا التمزق النفسي في بكاء إحداهن لعدم قدرتها علي إمتلاك زمام الامر كله بما يتماشي وطبيعتها ، وعدم قدرتها علي التكيف مع هذا الوضع الذي وجدت نفسها فيه رغما عنها .
قد يقول قائل ولما تتجاهل تلك النمازج التي فاقت في عنفها وكيدها الرجال بمراحل ، وأرد ببساطه إنها نمازج لشواذ القاعده ، ولو دققنا البحث لوجدنها في الغالب نتاج لظلم عالم الذكور وما جنته أيدهم وجلبته من وبال عليهم وعلي الأقربين من نسائهم ، والذي لا يستطيع أن يميز ما في الأنثي من جمال ولا يقدر علي الشعور بالرقة النابعه من نفسها ، أو يتفاعل مع كم الحب الذي تستطيعه الأنثي ، فهو أنسان قد فقد الكثير من مقومات إنسانيته ، وجنح إلي عالم الجمادات أن لم نقل أنه قد سلك دروب الحيوانات بميله إلي إعتبار الأنثي جسد ، وكيان مادي يخاطب الشهوة فيه ليس إلا.
وانا هنا لا أتجني ولست متحيزا ، ولكني وبصدق اشعر بكم الغرور الذي يجتاح معشر الرجال ، وفوقيتهم في التعامل مع شقائقهم ، فكما علمنا ديننا الحنيف علي لسان رسوله الصادق الامين أن النساء شقائق الرجال ، لكن كثيري يتجاهلون هذا المعني ، بل ويتجاهلون كونهم وأن تميزوا ببعض الخصال بفضل الله فأن النساء تميزن من قبل العادل الحكيم بخصال هي الأفضل والارقي في عالمنا الإنساني ، من منا ينكر أن حنان الانثي هو أضعاف ما لدي الرجل من حنان ، ورقتها هي صنوا وجودها ، من منا يستطيع ان ينكر قدر الحب والدفء الذي تكنه أي أنثي سواء لأبيها أو أبنها أو أخيها أو حبيبها وزوجها ، من منا يستطيع أن ينافس أنثي مجال العطاء وصدق المشاعر والإخلاص،
لست هنا لأتحدث عن جمال الأنثي وإن كنت أعرف أن الكثيرات يتمنين أن اتحدث عن الحسن والجمال ، وأن استفيض في ذكر القوام الممشوق ، والشعر الحرير ، والعينين الناعستين ، والشفاه الشهيه كحبات كرز ، وهذا هو المأخذ الوحيد علي الإناث فهم يتوقون دوما لتذكيرهم بحسنهن وجمالهن ، ولا يكتفون من كلمات الحب ، حتي إن، بعض الفلاسفه كتب أن الأنثي تتمني لو تسمع كلمة أحبك وأنت تقبلها ، وكم تكون الأنثى أية أنثي سعيده وهي تسمع كلام الغزل والاعجاب حتى ولو لم تكن صادقه ، وحتي لو وصفت ماهو بعيدا عن أوصافها الحسيه ، وكأني بالمثل الشعبي الذي يقول ( الحلو ما يكملش ) فلولا هه الهنه لما وجدنا للأنثي من عيب ، وذلك مقارنة بعالم الرجال بعنفه وقسوته وعقلانتيه التي تفقد المشاعر الكثير من تلقائيتها وعذوبتها في عالم الأنثى.