فجأة حرك تمثال الجندي المجهول اصبعه ..
هذا ليس حدثاً عادياً أبداً ..
في اليوم التالي أنزل يده التي كانت ترتفع للأعلى ووضعها بجواره ..
أما في اليوم الثالث فقد شاهده الناس جالساً على المنصة ..
قال التمثال لحارسه :
- أتدري يا صديقي ، لقد شعرت بملل لا حدود له ، جلستي هذه منذ عشرين عاماً كما هي .. لم تتغير الا الان ..
ألم تمل أنت وقد بدأت نوبة حراستي منذ أن وضعوني هنا ..
قال الجندي العربي الذي يقف كالصنم :
- أنا عبد المأمور يا أفندم .. أؤمر فأطيع ..
قال الجندي المجهول متهكماً :
- لكنهم اجتاحوا بلادك ونهبوا خيراتكم يا رجل .. وأنتم ها هنا قاعدون ..
قال الجندي العربي :
- لم تصدر لنا الأوامر بالتحرك ، ولو صدرت لفعلنا ..
قال الجندي المجهول :
- تعال اجلس بجواري لنتحدث بودية أكثر
- لا أستطع .. الأوامر
- اذن .. استدر الي لأراك وتراني ..
- لا أستطع .. الأوامر
- اذن ابق مكانك واقفاً .. وقل لي .. أليس الوطن أكبر من الأوامر .
الجندي العربي : الأوامر يصدرها رجال غيورون على الوطن ..
الجندي المجهول : وأنت .. هل تفكر فيما تنفذ ؟
الجندي العربي : ليس من حقي أن أفكر ..
الجندي المجهول : لو دخل العدو واغتال رئيسك المباشر .. ستتبع أوامر من ..
الجندي العربي : أوامر الضابط الذي يليه رتبة ..
- ولو اغتالوه ..
- الذي يليه
- واذا اغتالوه ..
- وزير الدفاع ..
- واذا اغتالوه
- رئيس الوزراء
- واذا مات هو الآخر
- رئيس الجمهورية ..
اقترب الجندي المجهول برأسه وقال :
- واذا اغتالوه هو الآخر ..
قال الجندي العربي :
- سأبقى اذن مكاني ، الى أن يشاء الله ويتوفاني ..
الجندي المجهول وهو يعتدل ويمسك الجندي العربي من ذراعه :
- يا رجل .. ان هذه المنصة لم تخلق لي ، انما مكانك الطبيعي هنا ..
عليا الطلاق انك سوف تجلس فيها ، وأنا من سأحرسك ..
على الأقل لو دخل العدو سأكون في حل من تنفيذ الأوامر ..