خمسُون عامًا من الوهمِ تكفي..
رأيتهم في ليلة مطرة
يمشون على الماء حيرى
يتهافتون على طلاسم الثّورة
أسطورة الشّهداء بانت و لاحت في الأفق
سحر البطولة يغري
معلّقين بين الثّوابت
لا هنا، لا هناك
محزن، مؤلم ما رأيت
و انتهوا غائبين في الوراء..
رأيتهم في غدي كاذبين
ملفقين..
يحرقون العشب
فائض الزراعة يكفي
فائض الموت لا يكفي
هنا خطّطوا للحصاد
قذر، قذر هذا الرّماد
أشعلوا النّار كي نحتفل
قالها و اختفى
ما اكتفى شيطانهم بالفساد !
يمشون على الحبل
يغطّيهم ورق الشجر
لا جنّ هم و لا بشر
يعشقون النّظام
و يشبهون قدامى القادة
حركى.. حركى
مستعدّون للغواية
موزّعون على المواقع
يتمتّعون..
لا يخافون العمى بعد الغشاوة
لا يشعرون ..
لا يؤمنون بشيء اسمه الرّوح
لا يفقهون معنى الحبّ
لا يعرفون وزن الأرض
معنى العرض التبس
و ارتكس في عوالم أنثويّة
تبيض الدّود في كلّ الفصول
مطر، مطر..
ها عارض ممطرنا
ها المطر..
لا سحب فوق رؤوسهم
توحي بقرب الهطول
لا مقامات مائيّة لأرواح ميّتة
هناك فقط إشارة لم تكتمل
مسحة تشبه مراسم الدّفن
نبتة عارشة تغطيّ على غابة السّلطاء
ها الخلاص !
ها أنتم اخرجوا الآن أيّها البسطاء
انظروا، قوس قزح
كم تلوّن بالبياض
انظروا، سلالة النّار كيف التهمتها الشّمس
نتانة تنتشر
ظرابين تحتضر
لا خوف بعد الآن
شعر : أحمد بلقمري