؛
كنتَ نقطة .. ففاصلة .. فتحولت سطور مغموسة بحبر .. مندسة بين أوراق وأوراق
غرابة
لم تكن تحب الفاصلة .. ولا النقطة .. ولا أن تكون عثرة بالحياة .. كنتَ تأمل أن تصير بسمة تستوقف الحياة .. لتتشكل بها الحياة
كان لقائي بك صدفة .. أو قدر عجيب انتحل صفات المنطق .. فغدوت بعد زمن لا منطق
ولا معقول
وأنت من لم تكن تحب الصدفة .. ولا القدر .. ولا المنطق .. ولا اللامنطق كان حلمك أن تظل بالقرب إلى الأبد بصفة الرفيق
هناك في ذات طبيعة خلابة .. لحلمي ولحلمك .. هربنا
فررنا
فررنا من قيود جابت الحقول .. من سياج علق المدينة .. من مخاوف صارت المنطق ..
وأنت لم تكن تحب المنطق واللامنطق .. ف .. فعلقنا بين حلم وحقيقة
تمردنا والتمرد محال في زمن الكسر .. قاومنا والمقاومة رهينة في ذات حرب
و .. باعدت بيني وبينك المسافات
يا الفراق
يا تيار يسري في الهواء .. حملتك النسمات ها هنا بين شهيق واختناق
يا ساعة الغربة .. حين تضغط .. وتضغط .. حتى تشكلها الغصة .. بشدة
كنتَ قربي .. كنتَ رفيقي
والآن مكانك أصبح خواء .. تنقره الغربان بين ليل وعتمة ..
أو كنتَ تدري أن الحياة صعبة .. تتكسر على جبالها الأحلام ؟ .. أكنتَ تعلم أن الفراق كان المآل .. لنبتة غرستها منذ آن ؟
وأنا التي لم أكن أحب العتمة .. ولا الظلام .. ولا اختزال المسافات بين فاء وقاف
كان حلمي دوما أن تنعدم حياتي من الفراق .. ولوعة التوديع ..
كان حلمي أن لا تكسرك الأيام .. كم كسرتني .. فنسقط دون شعور ببؤرة حرمان
وبين انشطار وآخر .. فقدت السفينة الشراع لتذوب بالمجهول ..
؛
من مذكراتي المغلقة ؛؛