سلام الله عليكم
منذ صغري و أنا معتادة على سماع القصص و الحكايات أو ((الحواديت)) من أمي و كانت نقلا عن القصص المطبوعة و المؤلفة للصغار التي تشترى من المكتبات .
و ليس من ذاكرتها كنت أستمتع لكن لم يكن استمتاعي بها يضاهي استمتاعي بما أسمعه من (( الحجة)) و هذا لقبها امرأة كبيرة بالسن قريبة للعائلة تأتي كل عدة شهور مرة و تبيت عندنا فنجلس حولها لتروي لنا ((الحدوتة)) ولا أخفيكم بأننا كنا نصر عليها إعادة (( الحدوتة)) أكثر من مرة لدرجة أننا حفظنا بعضها ونعلمها لكننا لا نمل من سماعها و لا تتعجبوا بأن هذه القصص و هذه الحجة ربما كانت جزءا من طفولتي و ها أنا ذا استعيد جزءا من طفولة أنارت قنديلا مشعا في حياتي و جاءت عندنا (( الحجة)) و ها هم إخوتي الصغار يتجمعون حولها (كما كنت أفعل سابقا) ستروي لهم ((الحدوتة)) لم تختلف الحدوتة هي نفسها بكل تفاصيلها و حتى حركات يديها و نبرات صوتها و نظرات عينيها و كأن الدنيا عادت بي للوراء لأيام الطفولة الجميلة و (( الحدوتة))
كثر تلك الحواديت وسأحاول أن اطرحها هنا مع التحفظ على بعض الأمور و لكني أطرحها لأعرض لكم تراثا ربما لازال مكتوما بين شفاه تلك الحجة و أمثالها و قد سألتها مرة كيف و من أين جاءت هذه العادة فقالت لي أنه في القديم لم تكن النساء لديها ما يشغلها فيجلسن و يروين القصص و يؤلفنها .. و يتناقلنها .. و ربما تختلف الرواية لذلك فمن الخسارة أن يضيع هذا التراث الذي ربما لا قيمة له عند البعض فهو يمثل لهم ربما (( كلام فارغ)) لكن بالنظر إليه و تحليله نجد روعة التصوير و التحليل نستخلص عاداتهم تفكيرهم نظرتهم للأمور و كيف أنهم أتقنوا فن الرواية و القصة و لربما كتاب السيناريو و أفلام الكرتون لا يجيدوا أن يكتبوا مثل ما سمعت من قصص و حفظتها فقلت حقٌ لك عليّ أن أؤرشف لك ما تقولين ..
و هي تهديكم سلامها و تتمنى أن تعجبكم القصة أو الحدوتة ..
وهيا لنستعد سويا فقد جاءت الحجة و أخذت مكانها بينكم ... صمتا لتستجمع قواها وتبدأ باسم الله ولكني أود أن انوه أني اعرض هذه القصة لنحللها و عذرا على بعض الالفاظ و هي باللهجة العامية الغزيّة لكني ارتأيت نقلها كما سمعتها منها فقد كانت تروي و يداي على الكيبورد تكتب ..