قرقعاتُ الأحاسيس في ضوضاءِ باريس !



ملتحفاً معطفي الجديد و بقايا همتي الثائرةِ نحو المجد خَرجتُ ماشياً في رُدهات باريسَ العابقةِ بالسكونِ وشذى الزيزفونِ ومنطلقاً نحو الجامعةِ بشغفِ الطالبِ للعلمِ فلقد كان الأمسُ - الثالثَ عشر من نوفمبر – يوماً علمياً بامتياز ، حيث أمتعنا جهابذة فِرنسا بطريقتهم الجذابة في تشريحِ الجثثِ وشرحِ مُجدٍّ لا يشوبهُ العبث بدقة صنع الخلاق العليم في تركيب الكائنِ البشري وأيضاً استمر أولئك المتأبطون طباً بإبهارنا بآخرِ ما توصلت إليهِ البحوثُ العلميةُ من نتائج وليدةٍ و مفيدة . لقد كنتُ منتشياً بمناقشاتي المشاكسةِ للأطباءِ في حقلٍ علميٍّ لطالما أحببتهُ ورغبتُ في التعمقِ بغريبهِ وعجيبهِ .



ها أنا ذا في يومي الثاني أتسابق مع نسماتِ الصباحِ الباردةِ لأقطفَ ثمرةَ شوقي و جِدي ولكنَّ خَيطاً من القلقِ يَشدُّ ظهري للخلفِ و يحرك رقبتي يمنةً ويسرةً ليحاولَ تفسيرَ الفراغ المشوبِ بالزمهريرِ والمُموَّهِ بزنبركِ خطواتي في دائرةِ الجحارةِ المبثوثةِ في الأرضِ . ألأنَّه يومُ سَبتٍ والناسُ نائمون ؟ هَمسَ بها قلبي ليُدفء بها جليدَ شَكّي ، وقبل ولوجي بوابة الجامعةِ كُنتُ على مَوعدٍ مع صديقٍ أوروبي شاءت الأقدار أن يلتقي شكي بيقينهِ دونَ ميعاد فقال لي بعد التحية : لعلَّنا اليوم سنعودُ القهقرى لفنادقنا لأجل ما وقعَ البارحة .. فقلت في عبثية ليست من سمات حزمي : وما الذي جرى بربك ؟ فقال و الصدمةُ تَدفعُ بوجههِ نحوي ليقصفني بقولهِ : أولم تعرف الخبر ؟ .. ويا لهُ من خبر !!!!



معين الكلدي
18 / 11 / 2015