نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
في الذكرى الـ 13 لاستشهاد البطل
أحمد يس
الموت جهادا أو عودة
وَدِمَائي تَكْتُبُ فِي البَلْدَة
عُنْوَانَاً يَهْتِفُ لِلنَّجْدَةْ
مِنْ دَفقِ وَرِيدِي أَسْطُرُهُ
بُرْكَانًا يُفْلِقُ كَالوَرْدَةْ
مِنْ جِسْمٍ ضَحْلٍ مَنْهُوكٍ
مَحْبُوسٍ يَرْسُفُ فِي قَعْدَةْ
مَعْرُوفٍ بِاسْمٍ فِي مَعْنًى
يَجْتَاحُ عَدِوِّي كَالرَّعْدَةْ
وَالْمَوْطِنُ غَزَّةُ فِي أَرْضٍ
مَسْجُونَةِ ظُلْمٍ فِي نِكْدَةْ
لاَ عَمٌّ بَاتَ يُهَدْهِدُهُ
أَوْ خَالٌ يَدْفَعُ مَنْ هَدَّهْ
.
.
فَنَذَرْتُ أَدْافَعُ عَنْ وَطَنِي
بِالْمَوْتِ جِهَادَاً أَوْ عَوْدَةْ
لِلْحَقِّ بَذَلْتُ جَنَا رُوحِي
وَدَرَجْتُ أُقَاوِمُ مَنْ صَدَّهْ
لأُجَدِّدَ عِزَّةَ أَوْطَانِي
بِالْعَزْمِ أُجَاهِدُ فِي شِدَّةْ
وَبِرَغْمِ الْعَجْزِ بِأَطْرَافِي
سَجَنُونِي لَيْثًا فِي وَهْدَةْ
فَبَعَثْتُ جِهَادِي مِنْ سِجْنِي
قُرْآنًا يُتْلَى للوِحْدَةْ
فَأَحَالَ خَرِيطَةَ سَجَّانِي
أَوْهَامَ لَيَالٍ مُسْوَدَّةْ
بِشَبَابٍ يَزْأَرُ فِي الْوَادِي
وَرَصَاصُ الغَدْرِ فَرَى جِلْدَهْ
فَيَصِيرُ شَهِيدًا فِي شَرَفٍ
وَجَنَائِزَ تَهْتِفُ: لاَ رِدَّةْ
وَيَعُودُ المَوْتُ بِغِلْمَانٍ
مِنْ نَزْفِ دِمَانَا مُنْقَدَّةْ
أَوْ طِفْلٍ يَرْدَعُ أَلْوِيَةً
بِحَصَاةٍ تَعْصِفُ بِالعُدَّةْ
وَبَنَاتٍ تَغْزِلُ أَفْكَارِي
رَايَاتٍ تُرْفَعُ لِلنَّجْدَةْ
.
.
قَدْ صَارَ صُمُودِي آسَادًا
بِالدَّمِّ تُسَابِقُ لِلْعَوْدَةْ
وَثُغُورًا تَبِنِي لِي شَرَفا
بِصُدُورٍ صَمَدَتْ كَالسُّدَةْ
فَأَتَيْتُ اللَّيْلَ بِهِمْ رَبِي
وَالرَّبُّ سَيَنْصُرُ مَنْ وَدَّهْ
وَسَأَلْتُ إِلَهِي فِي أَدَبٍ
كَيْ يُنْجِزَ لِي فَضْلاً وَعْدَهْ
فَحَبَانِي لَحْظَةَ إِيمَانٍ
وَسَقَانِي الشَّوْقَ لَهُ وَحْدَهْ
وَاسْتَاقَ كَياني إِذْ يُبْدِي
تَأْذِينُ الفَجْرِ هُنَا مَجْدَهْ
فَأتَيْتُ المَسْجِدَ مَحْمُولاً
لاَ أَحْمِلُ سَيْفا بلْ عُهْدَةْ
اللهُ كَسَانِي بُرْدَتَهَا
لاَ عَيشَ لِمَن يُلْقِي بُرْدَهْ
صَلَيْتُ لِربِي مُنْتَبِهَاً
لِجِهَادٍ عَلَّمَنِي وِرْدَهْ
.
.
وَخَرَجْتُ أُسَبِّحُ لِلْهَادِي
وَالْكَوْنُ يُسَبِّحُ مَنْ حَدَّهْ
وَبِذَاتِ اللَّحْظَةِ شَرَّفَنِي
رَبُّ الأَرْبَابِ بِمَا عَدَّهْ
بِصَرُوخٍ أَكّدَ ترْسِيمِي
كَشَهِدٍ لاَ يَنْسَى عَهدَهْ
وَالثَانَي بَصْقَةُ خنْزِيرٍ
فِي وَجْهْ بِلاَدٍ مُرْتدَّةْ
والثَّالِثُ يَحْملُ أَوْصَالِي
لِرُبَى الفِرْدَوْسِ الممْتَدَّة
فَرَحَلْتُ وَخَلْفِي رُوَّادٌ
لِجِهَادٍ صُغْتُ بِهِمْ مَجْدَهْ
.
.
هَلْ يَكْفِي ذَلِكَ مِنْ مِثْلِي
لِلْقُدْسِ نَشِيدَاً وَالْعَوْدَةْ