وليس مثلي يهجوها ...

سَبعٌ عجافٌ وأرض الشامِ تُضطَهَدُ
والشعبُ طوعاً بفنِّ الموتِ يجتهِدُ

لا الدمعُ يُغني عنِ الأوجاع في وطني
ولا الرثاء بهِ الجروح تنعَقِدُ


يا شامُ ما بكِ مات الشوق في جسدي
وقد وعيتكِ عشقاً.. صانهُ الأمدُ

عينٌ تنام وعينٌ تستجمُّ هوى
من مقلتيكِ فيحلو الخافقُ الوَجِدُ

فإن رميتُ بلحظي اليوم أُرْجعهُ
يجرّ خيبته و تعتليهِ يدُ

أُساوِمُ الطرْفَ عن بذلِ الدموع فلا
يُصغي لنارٍ تأزّ الروح تتَّقدُ

الثغر ما اعتاد غير الهمس مبتسماً
يشدو بحبّكِ والشفاه تنفردُ

ماكان ظني هجاء الشامِ يا شفتي
إني عذرتُكِ حين خانتِ البلدُ

بالأمسِ كنّا وكان المجد يحسدنا
واليوم هدَّ صروح مجْدنا الحسدُ

خُنّا الحقيقة و ارْتدنا مضاجعها
حملَتْ بغيّاً وأنكرْنا لِمنْ تلِدُ

بُشراكَ يا طفلُ أن تحيا بلا سندٍ
ولا نكونَ لك الآباءُ والسنَدُ


فانظر لقومي ببابِ الدِينِ متجرهم
ضاعوا وضاع الرجا بما هُمُ اعتقدوا

يا أمّةً باعتِ الدين الحنيفَ سُدى
كيفَ السبيلُ ونارُ الجهل تتّقِدُ

إنْ غابَ عن ساحةِ الهيجاء عالِمُنا
لا تنفعنْ عُدّةٌ ..لن يُجديَ العدَدُ

خمسون عاماً وأرض الشام يحكمها
كلبٌ عقورٌ يرى بأنّهُ أسدُ

فالله واللهُ ثم اللهُ ينصِفنا
فعندهُ لايضيعُ قاصدٌ يَرِدُ