سقى اللهُ الهوى وسقى ضِرامهْ
وأيّاماً رضعتُ بها غرامَهْ

إلامَ الدهرُ يُرجعُ لي ليالٍ
تحزُّ بخافقي وجهَ اليمامهْ

يرواد خاطري قصرَ الخطايا
ب(( هيتَ لكَ)) المليكة والمُدامهْ

أعفُّ عن الخيالِ ألومُ نفسي
و وسْواسُي يقول : لمَ الملامةْ!

أُراوغُ بين تأنيبي و طبعي
يتوهُ بمنطقي حدُّ السلامةْ

تكلَّفتُ التودّدَ واعتراني
هوانٌ فاقَ آفاقَ الكرامةْ

فلفلفني دثارُ الشوقِ دهراً
ورغم جفاه ألقمني لزامَهْ

شِباكٌ زفّ أوصالي عروساً
فكيفَ اصطادتِ الريمُ الأسامةْ

بأيِّ سلاحها آذتْ رسوخي
بلحظ ٍ غمضهُ غطّى حسامهْ

بشالٍ إذ تشرّد من نسيمٍ
وشَعرٍ ماجَ أهداني سهامَه

بوجهٍ يُعْقِبُ الرائي ذهولاً
يكفُّ عيونه عمّا أمامهْ

ذكتْ نارُ الجفا بين الحنايا
أتاها الدمعُ يُقريها انهزامهْ

وغصَّتْ آخرُ الشهقاتِ ضمني
طوتْني في سراديبِ الندامةْ

ولكنَّ اشتياقي ليس يرضى
التواري عن فؤادي أو خصامَهْ

فشرُّ مراحلِ الإنسانِ يومٌ
يذوق بهِ بلا وعيٍ فطامهْ

يؤمّلُ بالرضاعة بعدَ حينٍ
ويُمضي عمره يهوى الْتقامهْ

فلا هوَ بالتأمّلِ مستريحٌ
ولا اعتاد الفراقَ ولا طعامَهْ