احتهد زيد
زيد اجتهد
يجتهد زيد
زيد يجتهد
زيد مجتهد
مجتهد زيد
زيد المجتهد
المجتهد زيد
زيد الذي اجتهد
الذي اجتهد زيد
وجمل كثيرة جدا ... .
جميع هذه الجمل تصف زيد بالاجتهاد لكن لكل جملة معنى خاص بها فلماذا ؟
لأن المعنى الواحد يكون له أشكال وهيآت وأنواع وهذه الأشكال والهيآت والأنواع هي المعاني الخاصة في هذه الجمل أي أشكال وهيآت وأنواع الاجتهاد مثل أن تقول زيد يجتهد في خدمة المساكين الفعل المضارع عبر عن معنى تكرر الاجتهاد وتجدده وتعدده واستمراره أثناء وقت التكلم وبعده لكن اذا استخدمت الفعل الماضي وقلت زيد اجتهد في خدمة المساكين فليس فيه هذا المعنى إذ يمكن أن يكون مقصدك هو اجتهاد واحد .
فإذا قلت زيد كان يجتهد في خدمة المساكين فالمعنى هو نفسه اذا قلت زيد يجتهد في خدمة المساكين الا أنك لما استخدمت الفعل كان جعلت معنى التعدد والتجدد في الزمن الماضي أي قبل زمن التكلم .
هذا هو معنى أن المعنى الواحد يكون له هيآت وأشكال وأنواع وهذه الهيآت والأشكال والأنواع هي مايسمى دقة التعبير عن المعنى ولهذا تكون اللغة الأفضل هي اللغة التي فيها أدوات للتعبير عن جميع هذه الهيآت والأشكال والأنواع وبهذا تتميز هذه اللغة بدقة التعبير عن المعنى .
ومن أقوى الأدلة على أن اللغة العربية لاتضاهيها لغة في التعبير عن أحوال المعنى الواحد كثرة أسماء الشيء الواحد مثلا الجمل له أكثر من ألف وخمس مئة اسم فإذا تأملنا فيها عرفنا أنها إنما تعددت لتعدد أحوال الجمل لأن الجمل مهم جدا عند العربي مثلا إذا ورد الماء سموه ميراد .
وتعدد أحوال الجمل هو الذي قلت أنه هيآت وأشكال وأنواع المعنى الواحد لكن من جهة استخدام كلمة مكان كلمة لغرض دقة الوصف .
أما الأساليب فإن الأسلوب الواحد في اللغة العربية يتفرع فيتنوع ليكون أكثر دقة في التعبير عن المعنى مثلا أسلوب الاستثناء له عدة أنواع منها الاستثناء بإلا والاستثناء بإلا عدة أنواع منها التام المنفي والتام المنفي نوعان هما:
ما نجح الطلاب الا زيداً
مانجح الطلاب الا زيدٌ
بالنصب المعنى هو:
مانجح الطلاب أستثني زيدا
وبالرفع المعنى هو:
نجح زيد
لأن هذا النوع من البدل يكون المبدل منه فيه منفيا والبدل مثبتا ليس مثل نجح الطالب زيد .
هذا شيء مثل أن تقول:
ليس زيد بمجتهد
ثم تستثني فتقول:
ليس زيد الامجتهدا
ولاتقول:
ليس زيد الا بمجتهد
لأن(الا)جعلت الاجتهاد مثبتا وليس منفيا والباء الغرض منها توكيد النفي .
لاحظت منطقية اللغة العربية ودقتها ولذلك لم تكن اللغة العربية لغة للقرآن الكريم الا لأنها أعظم اللغات ولذلك أيضا صارت العروبة ليست نسبا بل شعورا بالانتماء الى القرآن الكريم ولغته .
والله أعلم