فاكر يا صاحبى
لما كنا ساعات نغنى
نستخبى ف قلب ليلنا
نزرع الآهه ف حروفنا
نكوى أحزانا بدمانا
كان طريقنا غريب تملى
كنت وياك أنسى اسمى
أنسى حزنى
انسى جرحى اللى اتولد
على صُغر سنى

فاكر يا صاحبى؟
فاكر الست وغناها؟
فاكر "الشانز" (1) وطريقها؟
فاكر القهوة ومرارها؟

عارف يا صاحبى
لما الطريق بينا اتفرد
وركبت مشوارى الطويل
ومليت قلوعى بالهوا
مبقيتش اغنى
مبقيتش أدندن
واللى يهَّلك م البكا
ان القلم خاصم صوابعى
والورق بقى شكله كالح
حتى دلوقت مخاصمنى
بانتش الحرف
يعاندنى

عارف يا صاحبى
نفسى أشوفك
نفسى نتجمَّع ف ضحكة
أو قصيدة تبل ريقنا
أو خناقة من خناقاتنا القديمة
صوتنا يعلى
وتعاتبنى
مأقدرش اخاصمك

أضّحكك؟
ويّاى صورتك
لما بأشتاقلك باشوفها
أكلمك
أشكيك لنفسك
وتصالحنى
ويّاى شِعرك
وسط خوفى من الطريق
بأقراه لوحدى
اسمع المزيكا تانى
أشرب القهوة ف خيالى
وأفتكر "بكّار"(2) ولؤمه

آه يا صاحبى
البلد دى
زى حطب الفرن
ناشفة
الغنا هنا بلوة سايحة
فوق دماغنا
الهوا بيكره صدورنا
والمرار جوانا سارح
طوق وملفوف ع الرقاب
قسوة بتنبت فجوفنا

بس راجع
راح اقطّع كل طوق
وامشى مشوارى الغريب
استريح تانى عندك
نشرب القهوة
نغنى
نلعن الغربة وسوادها
ولحد مارجع
ليك تحية
وألف مليون احترام
وكمان سلام

أسامة البيلى
الرياض
الأحد 15 / 1/ 2006
الخامسة فجرا

ملحوظة: كتبت هذه القصيدة فى جلسة واحدة، ولم ولن أنقحها. فقد خرجت من القلب ولا اريد إفسادها بسلطة العقل.

(1) الشانز: قهوة الشانزليزية فى ديرب نجم اعتدت انا وصديقى محمد بدير ان نرتادها.
(2) بكّار: صبى يعمل فى هذه القهوة.